هناك انتقادات متفاوتة لحكومة د. كمال الجنزوري تتراوح بين رفض الحكومة مع الإشادة بالجنزوري. والهجوم الضاري المبرر وغير المبرر علي التشكيلة كلها وعلي رئيس الحكومة نفسه. البعض يعلن أن الجنزوري لا غبار عليه وأنه غير محسوب علي النظام السابق بل إنه اضطهد ونال من التعسف الكثير ثم اقيل دون أن يكرم أو يحصل علي أية ميزة من هذا النظام. لكن هذا البعض وغيره يرفض الحكومة بتشكيلها الحالي لأسباب موضوعية أربعة: * أولاً .. الاصرار علي بقاء وزارة الاعلام رغم تجاوزات الوزراء المتعاقبين في الوقت الذي تخلو فيه أي دولة متقدمة من مثل هذه الوزارة. معظم الدول العربية بها وزارة للثقافة والإعلام أو وزارة للثقافة يدخل الاعلام في اختصاصاتها علي اعتبار أن الاعلام جزء لا يتجزأ من الثقافة. لكن أن تكون هناك وزارة مستقلة للثقافة وأخري للاعلام فإن ذلك خلط للأوراق واصرار علي بقاء الحال علي ما هو عليه. يطالب هذا البعض في حالة الاصرار علي فصل الاعلام عن الثقافة بإنشاء مجلس أعلي للاعلام والصحافة يكون مسئولاً عن كل فروع الاعلام ويتبع رئيس الوزراء مباشرة .. ويعتبرون ذلك أفضل واوقع وأكرم للجميع حتي نعبر هذه المرحلة الفارقة. كلام آراه جميلاً وعاقلاً .. فلماذا لا تتم دراسته .. والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية؟؟ * ثانياً .. عدم الاعلان حتي الآن عن وزارة للشباب رغم أن الشباب هم الذين فجروا الثورة وكانوا وقودها وبذلوا الروح والدم في سبيلها قبل وبعد أن ركبها كل من هب ودب من أحزاب رسمية وجماعات وتيارات وأفراد لهم اغراض وفي داخلهم أمراض. * ثالثاً .. أن الحكومة منزوعة الشباب .. فكل أعضائها فوق الستين. مصطفي النجمي المتحدث باسم الاتحاد العام للثورة ينتقد الجنزوري نفسه ويتهمه بأنه تراجع عن وعوده التي أكد فيها أنه سيتم اسناد عدد من الحقائب الوزارية لشباب الثورة ولم يفعل. ثم عاد وأعلن أنه سيتم اختيار 7 من شباب الثورة كمساعدين للوزراء في قطاعات محددة .. واعتبر ذلك مُسكناً للثوار وميدان التحرير. يتساءل : لمصلحة من استثناء الشباب الذي قاد ثورة أبهرت العالم كله من المشهد السياسي .. برلماناً وحكومة؟! .. ومن المستفيد من السير في الطريق المعاكس وعدم إعطاء الحق للشباب في أن يكونوا شركاء في صناعة القرار؟؟ ابننا مصطفي النجمي يقول ذلك وأنا أشعر بما يعاني .. لكن في نفس الوقت هناك شباب من الثوار أيضاً يقول إن الشباب غير مؤهلين ليكونوا وزراء ومحافظين وأنا شخصياً جلست مع بعضهم وأكدوا لي نفس المعني. المشكلة يا مصطفي أن شباب الثورة مختلفون وغير متفقين في الرأي وكل اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين لعبوا علي هذا الاختلاف والتهموا "التورتة" بمفردهم .. بالسم الهاري!! .. كما أن اختيار الحكومة من ميدان التحرير فيه قلب للأوضاع .. وفي ظل الاختلاف لا يمكن الاتفاق علي اختيارات حسنة. * رابعاً .. الابقاء علي 13 وزيراً من الحكومة السابقة منهم وزيران من حكومات نظيف وشفيق وشرف .. رغم أنهما حققا انجازات لا يمكن اغفالها بحق. والبعض كما قلت يشن هجوماً ضارياً علي الحكومة بتشكيلها الحالي وعلي الجنزوري شخصيا واعتقد أنه هو المقصود أكثر .. حيث بدأنا بمجرد تكليفه بالحكومة نقرأ اتهامات موجهة له ولا أدري .. أين كانت هذه الاتهامات قبل التكليف؟ سبحان الله .. قبل التكليف كان يقال في الجنزوري شعر. وبعد التكليف صوره البعض علي أنه شيطان ارتكب كل الموبقات عندما كان رئيساً للوزراء. والله عيب جداً .. يا هؤلاء .. تذكروا .. للكل عيوب وللناس أعين. في المقابل .. فإن هناك من يعلن رضاه عن الجنزوري وحكومته معاً ويطالب بمنحهما الفرصة لانقاذ مصر مما هي فيه خاصة في مجالي الأمن المنفلت والاقتصاد المنهار. أنا شخصياً .. مع هذا الاتجاه .. فقد تعبنا جميعاً من حالة التشرذم التي نحياها .. ومستحيل أن يأتي مسئول عليه اجماع .. هذا ضد طبيعة البشر .. فالمولي عز وجل لم يجتمع عليه الناس حتي أن أكثر من نصف سكان العالم كافرون به .. فما بالك ببشر مثلنا؟ وأنا هنا لا أقارن .. حاشا لله .. بل أضرب فقط مثلاً .. ولله المثل الأعلي. من هنا .. أؤكد أن كل مخاوف المنتقدين مقبولة وتحترم وفوق العين والرأس .. بل إن النقد مطلوب جداً لتقويم أي مسئول أولاً بأول .. وفي نفس الوقت فإن الهدوء مطلوب أيضاً وبشكل عاجل للحيلولة دون تبرير أي فشل بأن الأجواء كانت مشحونة ضد الحكومة ولا يمكن الانجاز في هذا الجو. رسالة المعترضين والرافضين بمنطق أو شطط وصلت بالفعل .. وهذا هو المطلوب .. الآن.