ليل دام شهدته الاسكندرية يختلف عن نهارها مظاهراته السلمية.. فقد سقط المئات مصابين بسبب الاشتباكات واطلاق الغازات المسيلة للدموع بعد أن شهدت العاصمة الثانية لأول مرة مظاهرتين مختلفتين تماماً سواء في اعدادهما أو فيما يدعو اليه تجمع خلال فترة الظهيرة كالعادة الآلاف لاداء صلاة الجمعة خلف الشيخ "أحمد المحلاوي" الذي دارت خطبته حول حث المواطنين علي الانتخابات وتأمين اللجان الانتخابية وحماية الصناديق واختيار المرشح الأفضل وان عقب الانتخابات في موعدها هو الطريق الوحيد لدولة ديمقراطية وعقد الصلاة تحولت ساحة مسجد القائد إبراهيم إلي سوق تجاري متنقل حيث انتشر ولأول مرة باعة الملابس علي عربات نصف نقل متنقلة والأحذية ولعب الأطفال والكتب الدينية والسجاجيد واختلط المشهد ما بين صفوف شباب الائتلافات استعداداً للتظاهر وما بين انصراف المصلين إلي عمليات الشراء حتي ان حديقة مسجد القائد إبراهيم أصبحت مكاناً لقياس الملابس خاصة للاطفال. وبالطبع لم يخل المشهد من بيع اعلام مصر والكابات والفانلات التي تحمل شعار الثورة. وبعيداً عن الجو التجاري قام ما يقرب من "أربعة آلاف متظاهر" بالسير في اتجاه المنطقة الشمالية العسكرية مطالبين بتخلي المجلس العسكري عن السلطة وتسليم السلطة لمجلس مدني ورفعوا الشعار المعروف "يسقط حكم العسكر" و" الشعب يريد إسقاط المشير". مسيرة الرافضين لحكم العسكر جابت شوارع الاسكندرية وهو ما جعل عددها يتزايد عند المنطقة الشمالية ليتجاوز العشرة آلاف.. ولعل الملاحظ هو سلمية المظاهرة بالرغم من الأعداد الكبيرة التي قامت بتعطيل الحركة المرورية عن المنطقة باكملها وسارع اصحاب المحال التجارية إلي إغلاق محالهم في خط سير المظاهرات بشارع بورسعيد وشارع أبو قير ومنطقة محطة الرمل. مظاهرات مسجد القائد إبراهيم شهدت رفضاً للدكتور الجنزوري كرئيس للوزراء البعض قال ان الرفض "لكبر سنه" والبعض الآخر لانه وجه من وجوه النظام السابق وأطراف ثالثة أكدت علي أنه وزير الغلابة ومحترم ولكنه عجوز!! طغت الانتخابات البرلمانية علي المظاهرات حيث تم توزيع الدعاية الانتخابية لقوائم وافراد امام مسجد القائد إبراهيم بينما تم توزيع قوائم حزب الحرية والعدالة للإخوان المسلمين والثورة مستمرة أمام المنطقة الشمالية وشارك أعضاء من قائمة الثورة مستمرة في مظاهرات هناك.. وانتشرت لافتات المرشحين هنا وهناك كدعاية مجانية. شباب الاقباط ظهروا في مسيرة واضحة المعالم لأول مرة حيث من الكنيسة المرقسية واتجهت إلي مسجد القائد إبراهيم في اعقاب صلاة الجمعة مطالبة بعودة المجلس العسكري لثكناته وحق الشهيد ومجلس رئاسي مدني. علي الجانب الآخر ولأول مرة ظهرت مظاهرة مؤيدة للمجلس العسكري وهي أول مظاهرة من نوعها منذ ثورة 25 يناير ولا يعرف من دعي لها كما لم يعلم بها الغالبية العظمي من سكان الاسكندرية والا كانت الاعداد قد اختلفت وبوجه العموم فإن العدد بلغ ما يقرب من "الفي" متظاهر زحفوا إلي منطقة رأس التين وضمت أسراً من نساء وأطفالهن وازواجهم منادين ببقاء المجلس العسكري وان الشعب والجيش والشرطة يد واحدة. ووقف المتظاهرون حتي موعد صلاة المغرب امام القاعدة البحرية وانصرفوا في هدوء.. وشاب المظاهرة العديد من المشاحنات عندما حاول أفراد علي فترات متباعدة اقتحام المظاهرة رافضين لمبدأ الشعب والشرطة إيد واحدة ومهاجمين وزارة الداخلية وقام المتظاهرون "بلفظهم" وطردهم بعيدا عنهم. وبصفة عامة لوحظ وجود عقلاء بين المتظاهرين بمنطقة مصطفي كامل حيث تقع المنطقة الشمالية كانوا يدعون من خلال ميكرفونات أو بالنصح الشخصي لكل مجموعة من الشباب بعدم التوجه إلي مديرية الأمن أو المشاركة في عملية احراقها وقذفها بالمولوتوف حتي لا نعيد أحداث "28 يناير" والفراغ الأمني وحتي لا يتم إعطاء ذريعة لقوات الشرطة لاستخدام الأعيرة النارية لحماية ممتلكاتها. مسجد "أبو العباس" أكبر مساجد الاسكندرية كان له دور كبير في أعقاب صلاة الجمعة والتي شارك فيها الجماعة الصوفية في نصح المواطنين بعدم اشتعال الفتن ودعوتهم للجان الشعبية لحماية الممتلكات والأرواح وعدم التعرض لقوات الشرطة حرصا علي وحدة الوطن ودعوة العقلاء والمشايخ لنصح الشباب في أماكن التظاهرات.. وشهدت ساحة المسجد أيضا توزيع دعاية إعلانية للمرشحين كالعادة وايضا ساحات نقاشية حول الأحداث الدامية التي تشهدها منطقة سموحة.