المفروض ان يحمد الرئيس السوري بشار الأسد المولي عز وجل علي ثلاثة أشياء: * الأول.. انه مازال علي قيد الحياة حتي اليوم ولم يتعرض للاغتيال وسحل جثته في الشوارع أو للاعتقال من قبل الثائرين عليه. * الثاني.. انقسام القوي الدولية علي نفسها واستخدام الفيتو الروسي والصيني لمنع توجيه ضربة خارجية لازاحته بالقوة مثلما حدث مع القذافي. * الثالث.. ان وفداً رفيع المستوي من الجامعة العربية توجه إلي سوريا وألقي إليه طوق النجاة بشرف لانهاء الحرب الدائرة هناك بينه وبين الشعب. لكن.. وللأسف الشديد.. لا الأسد حمد ربنا علي حمايته له حتي الآن. ولا هو رضخ لصوت العقل والمنطق والضمير والانسانية ولا أقول الدين لأنه أبعد ما يكون عنه وأوقف آلة الحرب وحقن دماء شعبه وقواته المسلحة التي تثخن في المواطنين الشرفاء قتلاً وسحلاً وتعذيباً. إذا كان بشار يعتقد ان أحداً من الثوار لن يستطيع الوصول إليه ليقتله أو يسحل جثته أو حتي يعتقله اعتماداً علي ان الجيش يحميه.. فيجب عليه ان يثق تماماً في ان الموت الذي يفر منه فإنه ملاقيه وأينما يكون سوف يدركه الموت ولو كان في برج مشيد.. وان جيشه قد ينقلب عليه في أي لحظة أو يتخذ قراراً بحماية الشرعية الشعبية لا الشرعية الدستورية أو يقف علي الحياد..وبالتالي سيجد نفسه عارياً تماماً من كل حماية. وإذا كان بشار يعتمد علي الانشقاق الدولي.. فيجب ان يدرك جيداً ان هذا الوضع قد لا يستمر طويلاً.. وإذا كانت روسيا والصين تساندانه اليوم وتمنع ضربه من الخارج فإن هذه المساندة سوف تتراجع حتماً غداً حتي تتلاشي عندما تجد الدولتان نفسيهما في موقف دولي صعب نتيجة انحيازهما لدكتاتور يقتل شعبه بدم بارد. وإذا كان بشار يعتقد أنه بارع في اللف والدوران في الكلام والتسويف في اتخاذ المواقف.. وبالتالي يستطيع الاحتيال علي لجنة الجامعة العربية التي قدمت له خطة متكاملة توقف بحور الدم المستمرة سبعة شهور وتحقق للمعارضة مطالبها في الإصلاح وتبقي عليه هو شخصياً.. إذا اعتقد ذلك فإنه يكون واهماً. الشعب السوري يصر علي رحيله. واللجنة العربية إذا ايقنت ان الأسد يلف ويدور ويسوف ويحتال عليها.. فسوف تسحب نفسها. بالتالي.. فإن روسيا والصين ستضطران أيضاً إلي اتخاذ موقف الحياد الكامل. النتيجة.. ان بشار سيفقد الدعمين العربي والدولي وسيتم ضربه بنفس طريقة القذافي.. وهذا ما لا نرضاه له.. مثلما رفضناه لصدام حسين ومعمر القذافي. لا حل أمام بشار سوي الموافقة علي خطة الجامعة العربية لحقن دماء السوريين.. سواء الذين معه أو ضده. يا سيد بشار.. قد تعاند زوجتك.. أنت حر وهذا شأنك وشأنها.. لكن لا يجب ان تعاند شعبك بهذا الغباء. يا سيد بشار.. صدقني.. إذا استمر عنادك فسوف يتخلي عنك الشقيق والصديق وسنراك حتماً وأنت تردد مقولة القذافي لمن سيعتقلونك ويبدأون في قتلك: "أنا أخوكم.. ما بتعرفوا الحرام"؟!! ولات ساعة مندم