رفع العلم السوري علي مدينة درعا .. مهد الانتفاضة ضد حكم الأسد

عمان - بيروت "رويترز": رفعت الحكومة السورية العلم الوطني علي مناطق في مدينة درعا كانت خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة لسنوات في انتصار كبير للرئيس بشار الأسد في مهد الانتفاضة ضد حكمه.
وقال التليفزيون الحكومي إن الجيش رفع العلم قرب مكتب البريد. وهو المبني الحكومي الوحيد في الجزء من المدينة الذي كانت تسيطر عليه المعارضة منذ أيام الانتفاضة الأولي في 2011 والتي شهدت وقتها مظاهرات كبري.
استعادت القوات الحكومية بدعم من ضربات جوية روسية مناطق واسعة من محافظة درعا في الأسابيع الثلاثة الماضية وتقدمت دون أن تواجه مقاومة تذكر من خصوم الأسد الإقليميين والغربيين في المنطقة الحيوية استراتيجيا قرب الأردن وإسرائيل.
وتشكل الخطوة إنجازا مهما آخر في مساعي الأسد لاستعادة السيطرة علي سوريا بالكامل بعد أن تسببت الحرب الأهلية في مقتل مئات الآلاف وأجبرت نحو 11 مليونا علي الفرار من منازلهم.
ومن المتوقع أن تستهدف الحملة في الجنوب الغربي الآن جيوبا تسيطر عليها المعارضة علي الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وألمحت إسرائيل إلي أنها لن تعيق الهجوم رغم استهدافها لمواقع للجيش السوري قرب الحدود ردا علي توغل طائرة بدون طيار.
واستعاد الأسد حاليا أغلب سوريا بمساعدة من روسيا وإيران. ولا يزال مسلحو المعارضة المناهضون للأسد يسيطرون علي قسم من الشمال الغربي فيما يسيطر مسلحون يقودهم الأكراد علي الشمال الشرقي وقسم كبير من شرق البلاد.
توصل مسلحو المعارضة في مناطق من محافظة درعا إلي اتفاق علي تسليم هذه المناطق يوم الجمعة الماضية. وقال مسئولون بالمعارضة إن مسلحين في جزء من مدينة درعا لا يزالون يجرون محادثات مع ضباط روس لضمان الحصول علي ممر آمن للخروج.
وقال مسئولون بالمعارضة وشاهد إن وفدا عسكريا روسيا رفيعا دخل منطقة تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا بجنوب سوريا وبدأ مفاوضات بشأن تسليمها لحكم الدولة.
وأبلغ مسئول في المعارضة رويترز بأن المفاوضات تسير بشكل سلس وبأن الروس ملتزمون حتي الآن بشروط اتفاق يشمل تسليم الأسلحة وإجلاء المقاتلين غير الراغبين في العيش تحت سيادة الدولة.
وقال أبو جهاد المسئول بالمعارضة ما زال الجميع ملتزماً ببنود الاتفاق المبرم بيننا وبين الروس مضيفا أن مسلحي المعارضة بدأوا بالفعل تسليم أسلحتهم الثقيلةمنذ يومين .
ودخلت مركبتان مدرعتان تحملان ضباطا روسا منطقة الشياح في المدينة القديمة المدمرة. وبدأ الضباط محادثات مع قادة من الجيش السوري الحر بشأن تطبيق شروط اتفاق الاستسلام.
وقال مسئول من المعارضة إن المسلحين يأملون أن يفي الروس بوعدهم بالإبقاء علي وجود دائم للشرطة العسكرية الروسية داخل الجيب لحماية المدنيين ومسلحي المعارضة السابقين الذين آثروا البقاء تحت سيادة الدولة.
كان مسلحو المعارضة في الجنوب قد تلقوا أسلحة في إطار برنامج مساعدات أدارته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" ودعمهم أيضا خصوم للأسد في المنطقة من بينهم السعودية. وقالت الولايات المتحدة. التي أنهت العمل بذلك البرنامج العام الماضي. للمسلحين في المعارضة ألا يتوقعوا مساعدة عسكرية منها عندما بدأ الهجوم ضدهم في الجنوب.
تسبب الهجوم في أكبر موجة نزوح في الحرب مجبرا أكثر من 300 ألف شخص علي الخروج من منازلهم. ولجأ الكثيرون إلي الحدود مع هضبة الجولان المحتلة. ولم يسمح الأردن ولا إسرائيل للنازحين بالدخول.