تستعد وزارة الطيران المدني خلال الأسابيع المقبلة لعقد جولة جديدة من المباحثات مع الجانب الروسي لاستئناف الرحلات السياحية إلي شرم الشيخوالغردقة التي توقفت بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق منطقة " الحسنة " بوسط سيناء في 31 أكتوبر عام 2015. كما أعلنت شركة مصر للطيران برئاسة صفوت مسلم حالة الطواريء تمهيدا لتنظيم جسر جوي بين القاهرةوروسيا تزامنا مع فعاليات كأس العالم الذي ينطلق بعد نهاية شهر رمضان الكريم. تأتي جولة المباحثات المصرية الروسية الثانية لإعادة الحركة الجوية للسياحة الروسية إلي المقاصد السياحية تزامنا مع الطفرة التي حققتها في تأمين المطارات المصرية وبالأخص التي يتردد عليها الروس وهما مطارا شرم الشيخوالغردقة اللذان شهدا ثورة في إجراءات التأمين سواء علي مستوي الركاب التي وصلت إلي خمس مراحل للتفتيش أو علي مستوي الحقائب التي شملت تحديث جميع الأجهزة وإحلالها بأجهزة الفحص بواسطة الأشعة السينية ( X RAY ) التي تظهر محتويات الحقائب من جميع الجهات. وذلك منعا لأي محاولة لخداع الأجهزة.. فضلا عن كون هذه الأجهزة شديدة الحساسية لأي مواد تمثل خطورة علي سلامة الركاب والطائرات. وقد رصدت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية طبقا لتصريحات رئيسها المهندس محمد سعيد محروس رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية 57 مليون دولار و81 مليون جنيه مصري لتطوير المنظومة الأمنية بالمطارات من خلال مرحلتين. كما تم تزويد مطاري الغردقةوشرم الشيخ بجهازي CTX ثلاثية الأبعاد اللذين ستقوم بتركيبهما داخل المطارين شركة المقاولون العرب وذلك بتكلفة 950 مليون جنيه. ويعد جهاز CTX مخصصاً لفحص الحقائب ويعتبر طفرة في التقنية الامنية حيث يرتبط بنظام السيور بطريقة آلية وفي حالة الاشتباه في احدي الحقائب يتم رفضها واعادة تفتيشها او ابعادها اذا لزم الامر.. ولعل شهادة منظمة " ايكاو" في مجال السلامة الجوية لعام 2016 التي أهداها بينارد اليو رئيس منظمة إيكاو إلي وزير الطيران شريف فتحي تعد برهانا ودليلا علي المجهودات الخارقة التي بذلها ويبذلها أبناء قطاع الطيران في محو الصورة السلبية التي صدرها الاعلام المغرض عنا.. فضلا عن الزيارات المتكررة للوفود الأمنية من معظم الدول وعلي رأسها روسيا التي أشادت بالإجراءات الأمنية في المطارات المصرية. كانت الحركة الجوية بين القاهرةوروسيا قد عادت بعد نحو 29 شهراً.. حيث استأنفت كل من مصر للطيران وشركة الطيران الروسية "إيرو فلوت" رحلاتها المنتظمة بين القاهرةوموسكو في 12 ابريل الماضي. وقد اتفق الجانبان المصري والروسي علي قيام كل من الشركتين المصرية والروسية بتشغيل 3 رحلات أسبوعيا لحين مراجعة سلطتي الطيران في البلدين الاتفاقية الثنائية لزيادة عدد الرحلات المنتظمة بين القاهرةوموسكو طبقا للاحتياجات الفعلية للسوق.. علي ان تقوم الشركة المصرية لخدمات الطيران. برئاسة اللواء محمد كامل بخدمة شركة "أيروفلوت". كما اتفق الجانبان علي قيام شركة أمن روسية بمتابعة إجراءات تفتيش ركاب الرحلات المتجهة إلي موسكو سواء التابعة لمصر للطيران أو لشركة الطيران الروسية وهو ما كشف سبب إقلاع رحلات مصر للطيران المتجهة إلي موسكو من مبني الركاب رقم 2 الذي تعمل من خلاله شركة الطيران الروسية علي أن تهبط رحلات الشركة الوطنية العائدة من موسكو في مبني الرحلات رقم 3 المخصص للشركات الأعضاء في تحالف "ستار" الذي يضم مصر للطيران في عضويته. وقد أكد شريف فتحي وزير الطيران المدني أنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي علي متابعة إجراءات التفتيش لرحلات مصر للطيران وشركة "إيروفلوت" الروسية بواسطة شركة أمن روسية وذلك وفقا للبروتوكول الذي تم توقيعه في منتصف ديسمبر الماضي مع وزير النقل الروسي وفقا للبند ال 17 من اتفاقية شيكاغو بأحقية الدول في اتخاذ تدابير أمنية إضافية. أضاف وزير الطيران المدني أن وجود مندوبين لشركة أمن روسية لا يخل بالسيادة المصرية لأن المطارات مؤسسات تجارية.. فضلا عن أن دور شركة الأمن مجرد متابعة لإجراءات تفتيش الركاب دون أي تدخل في أمور الدولة السيادية اطلاقا. العد التنازلي لعودة الحركة الجوية بين مصر وروسيا قد بدأ وفقا للبروتوكول الذي وقعه وزير الطيران شريف فتحي ووزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف منتصف ديسمبر الماضي والذي نص علي عودة الرحلات الجوية بين القاهرةوموسكو وهو ما تم بالفعل علي ان يتم عقد جلسات اخري تمهيدا لعودة الرحلات الجوية بين المدن الروسية والمقاصد السياحية في شرم الشيخوالغردقة وهو ما سيتم خلال الاسابيع المقبلة. كانت وزارة الطيران قد بدأت علاج أزمة توقف الحركة الجوية بين روسيا ومصر علي عدة محاور الأول منها الناحية الامنية التي نجحت في تحقيقها بالفعل وتزامن معها الحنكة السياسية خلال فترة الأزمة ولعل الجولات المكوكية التي قام بها شريف فتحي وزير الطيران المدني إلي روسيا لبحث اعادة حركة الطيران الروسية إلي مصر واطلاع الجانب الروسي علي الجديد في حادث الطائرة الروسية اكبر دليل علي رغبة الوزارة في تخطي المحنة. اولي هذه الجولات كان في 19 يوليو 2016 حيث التقي فتحي في العاصمة الروسية موسكو ماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي والمسئول عن ملف السياحة والطيران بين البلدين بحضور محمد البدري سفير مصر لدي موسكو. وتميزت المباحثات التي أجراها وزير الطيران مع الجانب الروسي بروح من الود والتفاهم.. أيضا حرص وزير الطيران والوفد الأمني والفني المرافق له علي عقد عدد من الجلسات الفنية مع الجانب الروسي للوقوف علي المستجدات وآخر التطورات الخاصة بأمن المطارات المصرية ورفع الكفاءات الأمنية بها تمهيداً لعودة الطيران بين البلدين. لم تقتصر جولات وزير الطيران علي تلك الزيارة فبعد ايام قليلة اصطحب فتحي المستشار نبيل صادق النائب العام في زيارة إلي موسكو لعرض نتائج التحقيقات بشأن سقوط الطائرة الروسية. ثم جاءت الرحلة الأخيرة التي قام بها وزير الطيران لتكتب كلمة النهاية للأزمة بتوقيع شريف فتحي وزير الطيران المدني وماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي بروتوكولاً لاستئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا والتي انطلقت بالفعل اول الخميس 12 ابريل الماضي.