إذا كانت إنجلترا قد تعهدت بإقامة وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين من خلال وعد بلفور وزير خارجيتها.. فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تبنت هذه الدولة منذ إقامتها ودعمتها اقتصادياً وعسكرياً وأمدتها بأحدث الأسلحة التي أنتجتها المصانع الأمريكية ثم وقفت واشنطن بجانب تل أبيب في المحافل الدولية. وجاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكسر قاعدة في تاريخ السياسة الأمريكية وقرر دون غيره من رؤساء أمريكا السابقين ورغماً عن المجتمع الدولي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرر نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب. إذن إسرائيل تتمتع بالحماية الأمريكية لها وهي الدولة المدللة لدي صانع القرار الأمريكي.. ولم يكن يخطر علي بال أحد أن هناك دولة أخري قررت أمريكا وضعها تحت مظلتها وهي قطر!! قطر أصبحت الآن تتمتع بالحماية الأمريكية. وهمزة الوصل بين واشنطنوالدوحة هو ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية الذي تربطه علاقات "بزنس" خاصة بقطر. تيلرسون أعلن في قمة الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي في واشنطن أن بلاده ملتزمة بسيادة قطر وأمنها!! شدد وزير الخارجية الأمريكي علي أن أي تهديد لسيادة قطر فإن الدوحة تعلم أنه يمكنها الاعتماد علي الولاياتالمتحدة لحماية سيادتها!! أضاف تيلرسون: قطر صديق وشريك قوي وقديم للولايات المتحدة. وحققت تقدماً كبيراً في مجال مكافحة الإرهاب!! وقعت واشنطنوالدوحة مذكرة تفاهم لترسيخ الحوار. ووثيقة للتعاون الأمني.. بالإضافة إلي توقيع مذكرة تفاهم لمكافحة الاتجار بالبشر. لم ينس وزير الخارجية الأمريكي أن يشيد بتطور ونمو مناخ الاستثمار في قطر لافتاً إلي أن أي مستثمر لديه ثقة كبيرة في الاقتصاد القطري بسبب المؤسسات القوية واحترام العقود الذي يعتبر أمراً مهماً لكل مستثمر. حسب قوله. السؤال هنا: من الذي يهدد أمن قطر ليعلن تيلرسون أن أي تهديد لسيادتها فإن الولاياتالمتحدة ستتولي الدفاع عنها لحماية هذه السيادة؟! هناك 3 محاور تحكم علاقات قطر ببعض الدول.. الأولي علاقتها مع إسرائيل فهي تتعاون معها في مجالات عدة اقتصادية ورياضية وغير ذلك.. فلا يمكن أن تكون إسرائيل مصدر خطر لقطر.. والثانية علاقتها مع تركيا.. ونحن نعلم قوة هذه العلاقات التي جعلت تركيا تقيم قاعدة عسكرية لها في قطر.. والثالثة علاقتها مع إيران التي أصبحت قطر تعتمد عليها في مدها بالمواد الغذائية بعد مقاطعة الدول الرباعية للدوحة. وعلاقتها بالحرس الثوري الإيراني الذي يحمي تميم أمير قطر. إذن.. لا يبقي أمام تيلرسون إلا مصدر تهديد واضح لقطر وهي الدول الأربع العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين التي قاطعت الدوحة لدعمها للإرهاب!! فهل يقصد تيلرسون هذه الدول الأربع التي تهدد أمن قطر ويتعهد بأن تكون الولاياتالمتحدة حامية لها وتحت مظلتها للدفاع عن سيادتها؟! أعتقد أن هذه الإجابة هي الصحيحة فلا أي دولة تهدد سيادة قطر في رأي تيلرسون إلا هذه الدول!! سبق للدول العربية الأربع التي قاطعت قطر سياسياً واقتصادياً لاتهامها بزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم التنظيمات الإرهابية أن أكدت أنه لن يخطر علي بالها اطلاقاً أن تعتدي علي قطر عسكرياً وتهدد سيادتها.. وقد نفت الدول الأربع ذلك أكثر من مرة نفياً قاطعاً.. فالشعب القطري شعب شقيق ولا يمكن المساس بسيادته.. كل ما هناك أن الدول الأربع قاطعت النظام الحاكم في قطر سياسياً واقتصادياً. حتي تعود إلي رشدها وتعلن في وضوح استجابتها للمطالب التي تقدمت بها هذه الدول إليها وهي 13 مطلباً.. فإن لم تفعل فستظل المقاطعة قائمة. هل يحاول وزير خارجية أمريكا أن يغشنا أو يضحك علينا بأن قطر حققت تقدماً كبيراً في مجال مكافحة الإرهاب؟! هل أمريكا هي التي تشعر بذلك؟! أم الدول العربية المقاطعة التي عانت من دعم قطر للإرهاب ومده بالأموال والسلاح لإحداث اضطرابات في الوطن العربي. لتسأل أمريكا نفسها: من يمول الإرهاب في ليبيا ويحاول تصديره لسيناء؟! اضغطوا علي قطر للكف عن دعمها له لتعيش المنطقة في سلام.