عندما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الإعلام المصري يجب أن يلتزم بعدم تناول كل من السودان وأثيوبيا بشكل سلبي أو مسىء مهما كان حجم الغضب والألم من الأشقاء فإنه يحرص بذلك على أن الخرطوم وأديس أبابا دولتان أفريقيتان وأن القاهرة بينها وبينهما صلات أخوية وتاريخية يجب أن نحافظ عليها وندعم علاقاتنا بهما. بيننا وبين السودان أخوة كشعب عربي واحد وعلاقات بين الشعبين ممتدة على مدى التاريخ .. لا تتأثر العلاقات بينهما بأزمات سياسية ولا مناوشات تصدر عن أي مسئول.. فالشعبان المصري والسوداني كانا في زمن ما دولة واحدة فلا يمكن الوقيعة بينهما .. ولنا في تواجد الإخوة السودانيين في مصر وتواجد المصريين في السودان مايمنع أي أحد من التفريق بينهما. وإذا صدر عن أحد المسئولين تصريح يجرح هذه العلاقة فإن على الإعلام أن ينقل هذا التصريح كأخبار متداولة ولا يعلق عليها بما يفسد العلاقات بين البلدين. واسألوا عن المودة والإخاء بين المصريين والسودانيين في الغربة .. تجدوا أنهم إخوة متحابون .. المصلحة واحدة .. والتزاور دائم بينهما .. والتعاون في كل عمل مشترك حيث لا تستطيع أن تقول هذا مصري وذاك سوداني. لو التزم الإعلام – كما قال الرئيس السيسي – بعدم الإساءة إلى العلاقات بين الشعبين فسيمتنع المسئولون السودانيون عن الإدلاء بأي تصريحات تغضب الشعب مهما كان حجم الغضب والألم من الطرف الآخر. أما العلاقات مع أثيوبيا فإنها أيضاً علاقات تاريخية .. ويكفي أن الكنيسة الأثيوبية تتبع الكنيسة المصرية .. وعلاقاتنا مع أثيوبيا كبلد أفريقي ممتدة لقرون طويلة وبيننا وبين أثيوبيا تعاون ومصالح مشتركة. وبشأن سد النهضة الأثيوبي فإن مصر كانت حريصة على التنمية في البلد الشقيق .. والرئيس عبد الفتاح السيسي وقع مع رئيسي السودان وأثيوبيا الإعلان الثلاثي بينهم والذي ينص على عدم الإضرار بأي دولة من الدول الثلاث نتيجة بناء هذا السد. صحيح حدث خلاف بينهم حول اللجنة الثلاثية الفنية الخاصة بالسد, وسنوات ملء الخزان أمامه, واقترحت مصر إشراك البنك الدولي كطرف محايد في اللجنة .. ونرجو أن تكون زيارة المسئولين الأثيوبيين للقاهرة خلال هذه الأيام فرصة لحل هذه الأزمة وتحل الخلافات. الرئيس أكد قيمة مصر بين دول العالم أنها تحترم كل الدول ولا تتدخل في شئونها الداخلية, وقال إن مصر دولة ذات حضارة وتاريخ ولديها قيم راقية, وإن مصر لم ولن تتآمر على أية دولة شقيقة أو غيرها, وتتبنى سياسة ثابتة تدعم البناء والتنمية والتعمير .. مؤكداً أن مصر لن تحارب أشقائها وأننا نمارس السلام في تصرفاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. هذا دستور وضعه الرئيس لعلاقة مصر مع أشقائها ومع الآخرين .. لا ضغينة ولا حرب ولا خروج عن الأعراف المألوفة .. إنما حرص على السلام والتنمية .. وحرص على التعاون في كل ما هو إيجابي. ومن هذا المنطلق قال الرئيس إن تطوير قدرات قواتنا المسلحة لا يخالف هذا التوجه بل يأتي في إطار متطلبات الأمن القومي والدفاع عن مصر وحماية السلام, وهذه رسالة للأشقاء في السودان وأثيوبيا .. فليس لدى مصر وقت تضيعه في الخلافات والصراعات. وأضيف أن قوة مصر عسكرياً هي قوة للسودان وأثيوبيا .. فأي عدوان عليهما هو عدوان على مصر .. وفي هذا نُذكِّر بقول الرئيس: إن أمن الخليج من أمن مصر .. ونؤكد أن أمن السودان وأثيوبيا من أمن مصر. وسوف يكون الإعلام المصري على العهد .. لن نتأثر بأي هجوم يقوم على مصر من الأشقاء بل سنمد لهم يد الأخوة والمحبة .. فنحن دولة ذات حضارة وتاريخ ولديها قيم رائعة.