لقد تقدم الإنسان في كافة العلوم ذات العلاقة بالجسد البشري. ولم يستطع العلماء وضع تعريف دقيق لمعني الحياة ومن هنا لم يعرفوا متي تصدر أوامر الموت. إن الكل يؤمن أن الموت واقع ولا مفر منه.. والفرق الظاهري بين الموت والحياة هو جسد يتحرك ليموت فيصبح بلا حراك بعد أن ملأ الأرض خيراً كان أم شراً .. ولقد تكرر التساؤل عن موت الفجأة. مع أنك منذ ساعة الميلاد في صراع مع الموت .. فأنت تموت من داخلك والآن وأنت تقرأ المقالة ومع كل دقيقة تموت ملايين من الخلايا وتحيا ملايين أخري ومتي اختل الجسد وأصبح غير صالح للحياة يموت. إن الموت والحياة ليسا بإرادة الإنسان بل بإرادة خالقهما. فإذا فقد الجسد أي عملية حيوية هامة للحياة سيموت.. لذا فإن أكثر معدلات موت الفجأة هم مرضي القلب الوراثي والاعتلالات غير الملحوظة والناشئة عن عدم الاستقرار النفسي ويأتي الموت وفق نبضات الساعة البيولوجية في الفجر والعصر. ومهما كان السبب فقد أتيت إلي الحياة دون إرادة وستتركها وتستسلم للموت دون إرادة .. ويبقي الموت والحياة من خلق الله. يقول تعالي "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا". أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس [email protected]