لفتة طيبة. استهلت بها شعبة الدراسات الأدبية باتحاد الكتاب برئاسة د. صابر عبدالدايم. انشطتها بأن أهدت دورتها الأولي من مؤتمر اليوم الواحد لاسم المرحوم الدكتور محمد أحمد العزب. الذي رحل عن عالمنا مؤخراً. بعد عطاء طويل للثقافة العربية: ابداعاً ونقداً وتدريساً بالجامعة. المؤتمر حمل عنوان "حركة النشر في الهيئات الرسمية والخاصة في مرحلة التحول الثوري" وافتتحه محمد سلماوي رئيس الاتحاد. بحضور هيئة المكتب: د. جمال التلاوي والمنجي سرحان ود. صلاح الراوي.. وكان مقرراً أن يشارك في الجلسات د. شاكر عبدالحميد أمين عام المجلس الأعلي للثقافة الذي اعتذر لسفره إلي تونس. وكان مقرراً كذلك مشاركة د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب وسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة. بصفتهما يديران أكبر مؤسسات النشر الحكومية. لكنهما تغيبا ولم يعتذرا!! كما غاب عن المؤتمر المعنيون بمناقشاته وابحاثه. وهم أصحاب دور النشر الخاصة الذين لم يحضر منهم أحد تقريباً. فالنقاش والحوار والبحث والفكر قد لا يعنيهم مادام لا يدر دخلاً عليهم!! المؤتمر تضمن ثلاث جلسات. الأولي عنوانها "مستقبل النشر في المؤسسات الحكومية" شارك فيها محمد السيد عيد والمنجي سرحان ومحمد ثابت وثروت محمد.. والجلسة الثانية عن "مستقبل النشر بين الخاص والعام في مرحلة التغيير الثوري" بمشاركة أحمد سويلم ومجدي جعفر وهالة فهمي.. والجلسة الثالثة عن "مستقبل النشر الالكتروني والجامعي" بمشاركة د. مرعي مدكور ود. جمال العسكري ود. السيد نجم وهاني الصلوي.. بالإضافة إلي الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها سلماوي ود. صابر وقدمها جابر بسيوني. في الجلسة الأولي ذكر محمد السيد عيد أن النشر لم يكن معروفاً قبل محمد علي. حتي أنشأ المطبعة الأميرية التي بدأت بنوع من النشر الصحفي بإصدار الوقائع المصرية ثم الكتب.. ولم يكن يصدر كتابا إلا بموافقة رأس الدولة شخصيا وظل هذا النظام معمولاً به حتي عصر اسماعيل الذي أتاح الفرص لظهور النشر الخاص. وصدرت صحف خاصة واستمر التطور في عصر عباس حلمي الثاني الذي صدر في عهده كتب مهمة. ومنها كتب قاسم أمين. أضاف عيد أن نوعاً آخر من النشر: غير الحكومي والخاص ظهر من خلال لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أنشأها أحمد أمين.. وهذه الجمعية لا هي قطاع خاص ولا حكومي.. وصدر عنها مجموعات نادرة من الأعمال الفكرية والأدبية. واستمر دورها حتي ثورة يوليو حين راحت الدولة تدعم النشر بقوة وأنشأت دور نشر كبري مع استمرار القطاع الخاص.. والتساؤل المطروح الآن في أعقاب ثورة 25 يناير: أتحدث ثورة ثقافية تنهض بالنشر ضمن ما تنهض به أم لا؟؟ المستقبل هو الذي سيجيب. وذكر المنجي سرحان أنه بعد ثورة 25 يناير صدرت أعمال كثيرة عنها لكنها متسرعة لم تأخذ الفرصة لكل تحلل وتستقرئ المستقبل وتؤسس لرؤية ثقافية بعد الثورة.. وبالنسبة لحركة النشر في المؤسسات الحكومية فهي تخضع لأهواء القائمين عليها وميولهم ونادراً ما يتوافر شخص يقيم نوعاً من التوازن بين الاتجاهات المختلفة. وحديثي الآن عن هيئة الكتاب التي كانت تنشر كيفما اتفق ابتداء من السنوات الأخيرة لسمير سرحان.. تدنت حركة النشر وتدنت المجلات الثقافية وقدمت كتبت لا قيمة لها تقوم علي المجاملة.. حتي قام رئيس الهيئة السابق بانشاء ما يسمي بلجنة عليا للنشر لم تقدم تقريراً واحداً حقيقيا ذا مصداقية برفض كتاب ورغم ذلك رفضت حوالي 180 كتاباً كانت في المطبعة مما خلق للهيئة مشكلة ومخالفة مالية. يري ثروت محمد أن النشر التقليدي. أي الكتاب يواجه مشكلة كبري بسبب النشر الالكتروني والشباب لا يشترون كتبا أبداً ويتلقون معارفهم من خلال الانترنت. ولذا فحال التوزيع لا يسر. يقول محمد ثابت إن النشر الخاص أصبح وسيلة لغسيل الأموال والأعمال القذرة. كما أن نهب حقوق المؤلفين مستمر من خلال ناشري القطاع الخاص ولذا لابد من أن يكون اتحاد الكتاب طرفاً في أي تعاقد بين الكاتب والناشر. في الجلسة الثانية أثار البعض قضية تدخلات بعض الدول لدعم تيارات بعينها. من أجل احداث خلل في المجتمع المصري.. وهذه التيارات المتطرفة التي تتلقي الدعم بالمليارات لديها خططها لنشر أفكارها من خلال الكتاب ولذا فمستقبل حركة النشر غائمة وغير محددة الملامح فربما تغرق السوق بآلاف العناوين. لكنها عناوين مخربة للوجدان والعقل والمستقبل الوطني. قال أحمد سويلم إن أي دار نشر ناجحة لابد أن يكون لها خطة واضحة. حول الموضوعات التي تقدمها والسوق التي تتحرك فيها ومستوي ما تنشر والجمهور الذي تتوجه إليه.. وفي الدول الكبري عكس واقعنا الراهن يعد النشر من الصناعات الكبري.. وهو عملية تجمع بين الرسالة والتجارة معاً.. لكنه لدينا أصبح مهنة من لا مهنة له.. كما أن برامج الأحزاب سواء الجديدة أو القديمة تخلو من أي التفات إلي الثقافة. ذكر مجدي جعفر. في حديثه عن تجربة سلسلة أصوات معاصرة أن السلسلة بدأت بفكرة لدي الراحل د. حسين علي محمد عام 1980 وكان معه د. صابر عبدالدايم وسعد بيومي والراحل عبدالله السيد شرف ود. أحمد زلط.. ورغم أنها سلسلة شرقاوية. فقد نجحت في تجاوز حدود 16 محافظة بل والقطر كله ونشرت لبعض الأدباء العرب وخاصة من السعودية وفلسطين بالإضافة إلي انصاف جيل السبعينيات الذي كان محاصراً والأبواب مغلقة في وجهه فكانت هذه السلسلة متنفساً له وتعاون كثيرون في تحويلها وتوزيعها. وتحدثت هالة فهمي عن تجربة كتاب الجيل الجديد كسلسلة تمثل نموذجاً من النشر لا هو حكومي ولا خاص بل هو "نشر تعاوني".. وقالت إن هذه السلسلة تعد جزءاً من أنشطة جماعة الجيل الجديد التي مر عليها هذا العام 24 عاماً ومن خلال السلسلة تم تقديم كل الأجيال: من الرواد الكبار أمثال د. حسن فتح الباب والراحل د. كمال نشأت. حتي الأصوات الشابةوالجديدة. شريطة توافر القيمة الفنية والابداعية العالية.. وقد صدر من هذه السلسلة حوالي 15 عدداً ثم بدأ الاهتمام يتركز علي حزب المساواة. الذي يملك برنامجاً للثقافة لا يتوافر لأي حزب آخر. وضمن هذا البرنامج هناك امكانية النشر بكثافة للكتاب ولكل الأجيال الابداعية.