هل تذكرون فتوات الكاتب العظيم الراحل نجيب محفوظ في رواياته؟! كان الفتوة هو المسيطر علي الموقف في الحارة.. وهو صاحب الكلمة الأولي في فض المنازعات بين الأفراد والجماعات بعيدا عن أعين الشرطة. لكن معظم فتوات كاتبنا الراحل كانوا يتسمون بالشجاعة والحياد.. وكان القليل منهم يفرض سطوته بالقوة ويأتي ذلك علي حساب الحق ومصلحة الناس!! إنني أشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأحد الفتوات الظالمين.. يتجاهل الحق الناصع ويفرض سلطانه علي بقية أبناء الحارة.. فترامب كرئيس لأقوي دولة في العالم وقف في عنترية وسلم حق الفلسطينيين في قدسهم إلي عدوهم اللدود إسرائيل.. ووقف يتباهي ويقول إنني الأقوي فمن يعترض علي قراراتي؟! لم يتذكر الرجل العملاق ترامب أن هناك دولة أصغر من دولته بكثير.. دولة عدد سكانها يقترب من عشر سكان أمريكا وهي كوريا الشمالية.. هذه الدويلة وقفت تطاول أمريكا وتتحداها كل يوم وتخرج لسانها لترامب وغيره من المسئولين الأمريكيين وكل يوم تطلق صاروخا عابرا للقارات يمكن أن يحمل رءوسًا نووية لا تهدد أمريكا فحسب بل تهدد جيرانها من اليابانيين والكوريين الجنوبيين أيضا!! وتقوم الدنيا ولا تقعد للتنديد بسياسة كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونج أون.. وتفرض أمريكا عقوبات عليها.. لكن كوريا الشمالية وزعيمها لا يأبهان بهذه المقاطعة وتمضي كوريا في تطوير أسلحتها النووية وتتوعدها أمريكا بالثبور وعظائم الامور لكنها لا تلتفت لتهديدات أمريكا ورئيسها دونالد ترامب. لماذا لا يجرؤ ترامب علي مواجهة كوريا الشمالية؟! لأنه لو تجرأ علي ذلك واتخذ خطوة واحدة ضدها سترد كوريا بأسلحتها النووية.. وسوف تخسر أمريكا من سكانها 30 مليون علي الأقل!! وتقوم فوضي عارمة في العالم ربما تعجل بنهايته. أرأيتم لماذا يجرؤ ترامب علي الفلسطينيين وينصر الإسرائيليين عليهم ولماذا يجبن عن مواجهة دولة صغيرة مثل كوريا الشمالية؟! انه يتقمص شخصيتين.. شخصية الجبار ضد الفلسطينيين وشخصية النعامة ضد كوريا الشمالية!! ويحضرني هنا قول القائل: أسد عليَّ وفي الحروب نعامة يحاول ريكس تيلرسون وزير خارجية الولاياتالمتحدة أن يجد تبريرا لقرار دونالد ترامب رئيس أمريكا لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية إليها.. صرح بأن القرار النهائي بشأن وضع القدس سيعتمد علي المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وقال ان الرئيس لم يشر إلي وضع نهائي بالنسبة للقدس.. وكان واضحا للغاية بأن الوضع النهائي بما في ذلك الحدود سيترك للتفاوض واتخاذ القرار بين الطرفين. وحث تيلرسون المملكة السعودية علي أن تكون أكثر ترويا وتدبرا فيما يتعلق بالسياسة في اليمن وقطر ولبنان وأن تفكر في عواقب افعالها!! تيلرسون أراد أن يخرج رئيسه ترامب من القرار الغادر بالنسبة للقدس ويقول إن وضعها النهائي سيكون محل مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. ونحن نتساءل علي أي أساس سيجلس الفلسطينيون مع الاسرائيليين للتفاوض فيما بينهم بينما اسرائيل حصلت علي صك من أمريكا بأن القدس عاصمة لإسرائيل؟! انه التفاف واضح علي قرار ترامب يقضي علي أي محاولات للسلام. تيلرسون يحذر السعودية من سياستها تجاه اليمن وقطر ولبنان وهذه مشكلة وزير خارجية أمريكا الذي لم يفكر في عاقبة تحذيره!! رأيي أنه جاهل بسياسة المنطقة.. فأمريكا تكن عداوة صريحة لايران.. وهو في نفس الوقت يقول للسعودية كفي يدك عن اليمن!! هل يريد أن يسيطر الحوثيون عليها فتنضم لحليفتها ايران العدو الرئيسي لامريكا؟! ونفس الوضع بالنسبة للبنان.. هل يريد تيلرسون من السعودية أن تترك الساحة لحزب الله اللبناني الشيعي؟! أما بالنسبة لقطر فقلنا ان تيلرسون بالذات متفق معها ويشجعها علي أن تستمر في دعم الارهاب الذي يضر بمصالح الدول العربية!! تحية للإمام الأكبر شيخ الأزهر: رفض فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طلبا رسميا من مايك بيتس نائب الرئيس الامريكي للقاء فضيلته يوم 20 ديسمبر الحالي عند زيارته للقاهرة. جاء هذا الرفض لموقف شيخ الأزهر الثابت تجاه قرار الرئيس الامريكي ترامب الباطل بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني في استفزاز من جانب امريكا لمشاعر المسلمين حول العالم. قال فضيلته: إن الأزهر لا يمكن ان يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون علي مقدساتهم!!