نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسي أبو مرزوق فاجأ الجميع بتغريدة كتبها علي "تويتر" يرفض فيها قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير الذي اعتبر حزب الله اللبناني جماعة إرهابية.. وأعلن أبو مرزوق دعم حركته لهذا الحزب بل وأكد وضع الرفض والدعم أول بند علي جدول أعمال مؤتمر الحوار الفلسطيني المنعقد في القاهرة لإتمام المصالحة..!! كلام خطير وتداعياته أخطر.. مما يستوجب منَّا اتخاذ موقف حاسم يقلِّم أظافر الخارجين علي الإجماع العربي وتصنيفهم بمنتهي الدقة والرد عليهم بالشكل المناسب. قال أبو مرزوق وبالنص: إن النقطة الأولي علي جدول أعمال مؤتمر الحوار الفلسطيني هي أن حزب الله ليس منظمة إرهابية.. إن مضي ذلك التصنيف فنحن جميعاً إلي نفس المصير.. يجب أن يكون الموقف بالإجماع لتصويب بوصلة العرب السياسية..!!! ماذا نفهم من هذه الهرتلة الفارغة والمقصودة.. وما الهدف منها.. ولماذا أعلن أبو مرزوق هذا الآن.. وإلي أي طريق يؤدي؟؟.. إنني كمواطن تهمني مصلحة بلادي وأمنها القومي الضيق والواسع أطرح فقط بعض الأسئلة الكاشفة التي تسقط الماسكات من فوق وجوه البعض وأثق أنها وإجاباتها الآن أمام القيادة السياسية والمخابرات وأمام كل القادة العرب: * أولاً.. ما هو الرابط بين مصالحة فصائل فلسطينية لتحقيق هدف اسمي هو "إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية" وبين جهة غير فلسطينية..؟؟ * ثانياً.. هل يسعي أبو مرزوق وحركته للانسحاب من المصالحة ويجعل من موضوع حزب الله شماعة لهذا الانسحاب؟؟.. ولماذا؟؟.. هل هناك رابط بين موقف أبو مرزوق وحركته وبين الغليان الإسرائيلي الرافض للمصالحة ولسيطرة السلطة الفلسطينية علي غزة ومعابرها وأنفاقها مما يجهض المخطط الإسرائيلي كله؟؟.. هل هناك رابط بين هذه التغريدة وبين الإجراءات المفضوحة التي اتخذتها إسرائيل قبل أيام علي حدودها معنا بدفع تعزيزات عسكرية وأمنية ضخمة بحجة أن هناك احتمالاً لوقوع عمليات إرهابية داعشية عن طريق تسلل بري وبحري وجوي من الجانب المصري وكذلك التهديدات التي أطلقها جلعاد أردان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بأن بلاده ستتعامل مع أي سيناريو تحاول "حماس" أو المنظمات الإرهابية تنفيذه وسترد عليه بقوة فائقة؟؟.. بالبلدي كده: هل فهمت حماس رسالة جلعاد التي يمهِّد فيها لاكتساح غزة.. أم أن هناك تنسيقاً للمواقف بين حماس وإسرائيل لإفشال المصالحة وإعادة الأوضاع في القطاع إلي ما كانت عليه خاصة أن أنجاس بيت المقدس "دواعش إسرائيل" يرفضون تلك المصالحة وبقرار من إسرائيل ويهددون بالتصعيد..؟؟ * رابعاً.. هل يريد أبو مرزوق وحركته أن يفرضوا إرادتهم علي الجامعة العربية ودولها تحت عنوان "عبيط" هو تصويب بوصلة العرب السياسية خاصة أن القرار العربي كان ضد إيران وحزب الله ودورهما التخريبي في المنطقة بسبب الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقت علي السعودية من اليمن والتفجيرات الشيعية التي وقعت في البحرين والتدخلات الإيرانية المستمرة في الشئون الداخلية للدول؟؟.. القرار العربي لم يمس حماس فعلام الاعتراض..؟؟ * خامساً.. حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية مصنفان في أمريكا وأوروبا أنهما منظمتان إرهابيتان.. ومع ذلك فإن العرب يتعاملون مع حماس باعتبارها فصيلاً فلسطينياً وليست حركة إرهابية بدليل تواجدها في مؤتمر الحوار.. فماذا يضير الحركة أساساً عندما يعتبر العرب حزب الله منظمة إرهابية خاصة أنه لا يوجد توافق إيديولوجي بينهما.. كما أن وضع الحركة الحالي ينسف أي ادعاء ساقه أبو مرزوق وبرزوه بعبارة "إن مضي ذلك التصنيف فنحن جميعاً إلي نفس المصير".. إلا إذا كان هذا الدفاع المستميت من حماس عن حزب الله له دوافع سفلية وخيوط تربطها بتل أبيب والدوحة وأنقرة وطهران. * سادساً.. ماذا سيكون موقف مصر والدول العربية التي ترفض تدخلات إيران في المنطقة وتعتبر حزب الله إرهابياً إذا ما اتخذ اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة قراراً يدعم الحزب ويبرئه من الإرهاب..؟؟ أسئلة مشروعة من المؤكد كما قلت أنها وإجاباتها الآن أمام قادتنا ومخابراتنا.. ويقيني أن أحداً لن يسمح لكائن من كان بإفشال المصالحة وسيتم التعامل مع هذا الموقف بمنتهي الحكمة والهدوء أولاً وإذا كان هناك إصراراً علي "السير في الطريق الغلط" فستكون هناك ترتيبات أخري لاستمرار طريق المصالحة.. ويقيني أيضاً أن رسالة حاسمة ستصدر إن لم يكن قد صدرت فعلاً إلي نائب رئيس المكتب السياسي لحماس تقول له: "اتلم وفُوق يا أبو مرزوق.. لا تقترب من الأمن القومي المصري والعربي.. إنه خط أحمر".. وأضيف إلي الرسالة كلمة واحدة من عندي.. هي "وإلاَّ".. وأنا أدرك جيداً معني "وإلاَّ" هذه. ألم أقل لكم إن الأمر خطير وأن التداعيات أخطر؟؟.. عموماً كلها ساعات وتتضح المواقف وردود الأفعال.