آه من الحب.. عندما يتجاهلك الشخص الذي تحبه وتتمني ارضاءه لكنه لا يلتفت إليك إما لانشغاله بأخري أو لعدم رغبتك فيك.. هنا تجد الدنيا لا قيمة لها والحياة بلا طعم. أما مناسبة هذه الكلمات فهي القصة التي أعيشها منذ عام ونصف العام تقريباً وبدأت عندما كنت علي وشك التخرج من الكلية وتعرفت علي شاب يسبقني في العمر بأربع سنوات جاء إلي الكلية ليتساءل عن الأوراق المطلوبة لبدء الدراسات العليا. جمعتني الصدفة به وتعارفنا وتكررت زيارته للجامعة وبدأت بيننا صداقة استمرت حتي بعد تخرجي فكان دائم الاتصال بي وبدأ يخطط معي لمستقبلي فيخبرني انه شاهد اعلان عن وظيفة ويطلب مني التقديم فيه.. وهذا ليس كل شيء لكنه مجرد مثال علي التواصل بيننا. أما عنه هو فحكي لي الكثير والكثير عن حياته ولم يخف عني شيئاً تقريباً حتي قصة حبه حكاها لي وكيف انتهي هذا الحب بسبب اختلاف أهله مع أهل تلك الفتاة.. تكلم معي عن مشواره في عمله وعلاقته بأسرته ومن أقرب افرادها إلي قلبه. أما أنا فلم يكن لي سابق تجارب مع الحب وبصراحة لم اعط الفرصة لشاب من قبل ليهتم بي بمثل هذا الشكل الكبير لكن معه كان الشعور مختلفاً والاحساس غير كل ما سبق من تعاملاتي.. إلي أن كان يوماً عجيباً أخبرني فيه بأنه تلقي اتصالاً من حبيبته السابقة تخبره فيه بأنها فشلت في نسيان حبهما وتتمني عودته إليها مع وعد منها بتغيير موقف أهلها تماماً. فوجئت به يستشيرني في الأمر وأنا التي كنت في انتظار اعتراف منه بالحب لأجد أنني كنت أعيش في وهم كبير وبدلاً من اعطائه الرأي في حبنا كان لابد من تقديم استشارة مني بخصوص قصة حبه هو.. وحاولت أن اكون متماسكة وحيادية فقلت له رأيي بصراحة. والصدمة الأكبر أنه بعد يومين أخبرني بأنه اقتنع بكلامي وفاتح أهله في أمر استئناف ارتباطه السابق مرة ثانية ووجد منهم الترحيب وهذا كان رأيي للأسف الشديد.. وهو إلي الآن لم يتقدم إليها لكن قل اهتمامه بي وندرت اتصالاته معي فتأكدت أنه عاد إلي حبه القديم. رغم ذلك فأنا مازلت أحبه واشتاق إليه بشدة بل ولا اتصور حياتي بدونه ولا أجد تفسيراً لما فعله معي لماذا أتي إلي ولماذا اهتم بي ثم لماذا انصرف عني بهذه السهولة.. أحياناً أفكر في توجيه هذه الأسئلة إليه لكن حيائي يمنعني.. ووسط مشاعر متناقضة اكتب إليك لتساعدني. ف . ح حلوان بصراحة أسئلتك في محلها تماماً وإذا نظرنا إليها من وجهة نظرك أنت لن تكفي علامات التعجب والاستفهام لشرح أفعال هذا الشاب الذي اقتحم حياتك علي غير موعد واقحمك في حياته علي غير هدف أو يبقي الهدف سراً لا يطلع عليه أحد!! أما لو نظرنا للقصة من وجهة نظر هذا الشاب فهو وقت أن قابلك كان قد أنهي للتو علاقة حب انتهت بالفشل ويجوز أنه بحث عمن يساعده في تجاوز أزمته ولم يجد أفضل منك وأنا هنا لا أقصد أنه كان يتعامل معك بسوء نية لكنه فقط كان يحتاج إلي شخص يشركه في احزانه ويفضفض له ولم يتجاوز تفكيره هذا الحد. ودليلي علي ذلك أنه ولمدة عام ونصف ورغم التقارب الشديد بينكما لم يخبرك أبداً بشيء له مغزي لم يقل أحبك وهذا ليس دفاعاً عنه بل أني أجد ما فعله معك محل انتقاد كبير فهو تعامل معك كزميلة دراسة أو صديقة في ناد أو شريكة في أحزانه فقط. عموماً زال اللبس وأصبحت الأمور واضحة يراها كل من يقرأ رسالتك ويعرف تفاصيلها فحبيبك أو من تصورتي انه كذلك اختار العودة لحبيبته ومع كامل الاحترام لمشاعرك أصبحت كل اسئلتك بلا معني أو أسئلة في الوقت الضائع وجميل أنك لديك حيائك الذي منعك من الدخول في منطقة تمس كرامتك وهيبتك. ولابد وأن تعترفي بأنك ارتكبتي بعض الأخطاء فتعلمي أنك تدفعين الآن ثمن التورط في علاقة غامضة حتي لو بحسن نية وأنا واثق من ذلك واثق أكثر في أنك ادركتي أن الأمر انتهي واختار هو الرحيل فتغلقي هذا الملف تماماً وتلملمين مشاعرك وأحاسيسك المبعثرة فتمتلكين زمام أمورك وتنهين كل أمل لك في الوصول إلي قلبه المشغول لملمي الأوراق والأقلام في انتظار قصة جديدة مع شخص آخر يليق بك ولا تنسي تعلم دروس تجربتك الأخيرة فلا تفتحين قلبك إلا لمن يكون جديراً به بجديته ورغبته في ارتباط رسمي وليس مجرد حواديت.. وتمنياتي لك بالتوفيق.