لم يخلق الله سبحانه أي موجود في الكون إلا لحكمة قد يجهلها الإنسان وقد يعلمها بحسب مدركاته.. يتألف الكون من المادة التي تراها وتتحسسها في جسدك وفي كل أرجاء الكون حولك والجزء الآخر من الكون هي الطاقة التي تستشعرها في دفء أشعة الشمس والضوء الذي يجعلك قادرا علي الرؤية .. ولقد تجلت القدرة الآلهية علي خلق نوع هام من الطاقة وهو الصوت فالكون ليس صامتا بل إن الأصوات تنبعث في كل لحظة حتي باطن الأرض يصرخ ولكن لا ندركه بآذاننا ولو سمعه الإنسان لصعق.. فالصوت مُحرك رئيسي في كل أجزاء الكون وتستخدمه الكائنات الحية للتواصل والتفاهم ولكل كائن صوت يميزه ولا يستطيع فهمه سوي نفس نوعه حتي في بني البشر فإن الصوت يتخذ للتعبير عما يريده ويظهر في شكل لغة. وعلي الرغم أن الصوت يصدر من أعضاء صوتية واحدة في كل البشر إلا أن اللغة تتغير بتغير البيئات .. وأظهر التحليل العلمي أن الصوت يتألف من ذبذبات تخرج في حدود معينة تختلف من مكان إلي آخر في الكون الفسيح .. ولقد صممت الأذن البشرية بتركيب يتلاءم مع ذبذبات محددة تعينه علي البقاء ولو قدر للأذن البشرية أن تسمع كل ما يصدر من أصوات في الكون لاستحالت الحياة. إن المتأمل في أسرار الصوت سيعلم أننا أمام مخلوق غير عادي قدر له الخالق سبحانه أن يكون سبباً لإعمار الكون وعلي الجانب الآخر فقد كان عذاباً ومهلكه أنزله الله علي العصاة والمعاندين في قوله تعالي "فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ". أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس [email protected]