اسم "داعش" كما هو معروف. يرمز للحروف الأولي من دولة الخلافة. التي يسعي أبوبكر البغدادي. زعيم التنظيم لإنشائها. وأطلق عليها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام. فحرف الدال من دولة. والألف من الإسلامية. والعين من العراق. والشين من الشام. وقد ترجم العالم كله "داعش" إلي أربعة حروف أيضاً. وأصبحت تُعرَف باسم "Isis". فحرف "I" يرمز إلي كلمة "Islamic" أي الإسلامية. وحرف "S" يرمز إلي كلمة "State" أي دولة. حيث تأتي الصفة قبل الموصوف في اللغات الأجنبية. ثم حرف "I" يرمز إلي "Iraq" أي العراق. وال"s" إلي "Syria" أي سوريا. باعتبارها رمزاً للشام. هذه مقدمة ضرورية لما أريد أن أذهب إليه. فالاضطرابات التي شهدتها منطقتنا العربية منذ بداية عام 2011. وظهور تنظيم "داعش" حتي اليوم. تؤكد أن هناك بالفعل مشروعاً أو مخططاً يستهدف العراقوسوريا. كمرحلة أولي. ولكن ليس لإقامة دولة. ولا علاقة له مطلقاً بالإسلام أو بصفته الإسلامية. إنما تم تقديم المشروع أو المخطط بهذه الصياغة. وهو دولة الخلافة. أو الدولة الإسلامية في العراق والشام. استغلالاً للدين من ناحية. وإثارة النزاعات الطائفية في المنطقة من ناحية ثانية. وفتح الباب لتدخلات أجنبية متعددة الأطراف من ناحية ثالثة. وذلك كله للتعمية أو التغطية علي الاسم الحقيقي للمشروع والمخطط. الاسم الحقيقي لداعش ليس الدولة الإسلامية بالعراق والشام. ولكن: الدولة الإسرائيلية بالعراق والشام. وهو بذلك لا يستدعي تغييراً في الاسم الأجنبي بحروفه الأربعة وهي: "Isis" وإنما فقط أن يرمز حرف "I" في البداية إلي Israil. والمشروع أو المخطط. لا يهدف إلي إقامة "دولة" في العراق والشام. وإنما "دويلات" لتقسيم أكبر دولتين عربيتين في المشرق العربي وهما: العراقوسوريا. كانتا تمثلان خطراً علي إسرائيل. حتي لا تقوم لهما بعد ذلك قائمة. ليس فقط تقسيم الدولتين. بل أن يكون التقسيم علي أسس عرقية وطائفية تحمل بذور صراعات مستقبلية محتملة. تقضي علي أي تفكير في إعادة توحيدهما في أي وقت. إن تتبع حركة تنظيم داعش في العراقوسوريا خلال تلك السنوات. وحتي الآن يكشف عن أن هذه الحركة كانت ترسم علي الأرض خطوط التقسيم المستهدف. وأنها لا تعتبر طردها من البلدين إذا تحقق بالكامل. هزيمة لها. فقد حققت الهدف المطلوب منها بالضبط. وتركت وراءها من يستكمل مخطط التقسيم من القوي المحلية. و"داعش" الآن في ليبيا. وهدفها هناك ليس ليبيا في حد ذاتها. ولكن باعتبارها نقطة ضغط قوي علي مصر. وجبهة محتملة لاختراق الأراضي المصرية. واستهداف الدولة. كياناً. ومؤسسات. وهي لا تتحرك في ذلك من تلقاء نفسها. وإنما حركتها جزء لا يتجزأ من المخطط الأوسع والأشمل. والذي يحلم أن يتوج حركته بمصر. دُرَّة التاج العربي. والشرق أوسطي. والجائرة الكبري التي من يسيطر عليها يضمن السيطرة علي المنطقة كلها. وفي هذا الإطار فإن المؤكد أن إسرائيل لن تقبل بسلام مع عالم عربي موحد أو قابل للتوحيد. سواء كان هذا السلام في إطار المبادرة العربية التي ترفع شعار التطبيع الكامل مقابل السلام الشامل. والتي أقرها كل العرب. أو في أي إطار آخر. لن تقبل إسرائيل التعايش مع ما تعتبره أخطاراً أو تهديدات. سواء قائمة أو محتملة.. وهي لا تعتمد في ذلك علي نوايا الآخرين. ولا حتي ممارساتهم المعلنة. وإنما علي تقديراتها هي الذاتية. لما تعتبره تهديداً أو خطراً. داعش هي الدولة الإسرائيلية في العراق والشام. أولاً.. والدولة هنا في عُرف المخطط هي كل وحدة جغرافية وبشرية تنتج عن التقسيم.. وعلينا كمصريين أن نستعد لأداء الدور التاريخي استمراراً لما قام به الآباء والأجداد. حيث تكسرت علي حدود مصر وبإرادة ووحدة المصريين كل الهجمات العاتية التي جاءت من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.