* يسأل محمود أحمد أبو العطا من المنوفية: ما حكم توجيه أموال الزكاة إلي دعم بعض الجامعات؟! ** يجيب الشيخ محمود أبو حبسه وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية: مصارف الزكاة في القرآن معلومة وهي ثمانية مصداقاً لقوله سبحانه وتعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل" ولابد أن يفهم الناس أن قضاء حوائج المسلمين وما يحقق أمن المجتمع.. وما تقوم به هذه الجامعات يحقق أمن المجتمع لمكانة العلم والتعليم وذلك كله في سبيل الله لأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما صنع". * يسأل شريف عبدالله بكالوريوس تجارة: ما حكم الدعوات إلي الاضراب عن الطعام بهدف ممارسة الضغط علي الحكومات لتحقيق مآرب شخصية؟! ** يجيب: هذه الأفعال والسلوكيات يرفضها الإسلام لأن الاضراب عن الطعام يودي بحياة صاحبه ويؤدي إلي الهلاك والحق سبحانه وتعالي يقول: "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" أما من استندوا إلي قول الحق سبحانه: "إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا" حيث إمساك الصديقة مريم عن الكلام ليس اضراباً.. إنما هي معجزة أمام قومها. ولو فهموا الأمر لعلموا أنه ليس هناك علاقة بين امتناع مريم عن الكلام وبين الاضراب عن الطعام لأن الاضراب عن الكلام لا يضر بحياتها.. أما الاضراب عن الطعام فيضر بصاحبه. * يسأل أ. ل. ع من سوهاج:لقد تعارف أهل قريتي علي الأخذ بالثأر. وبسبب ذلك أصبحت منبوذاً بين عشيرتي لعدم أخذي بالثأر من القاتل لأحد أقاربي. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: العرف هو ما تعارف عليه الناس وألفوه من سلوك معين واعتقادهم أنه ملزم ويعاقب من يخالفه. شريطة ألا يكون مخالفاً للنظام العام. وبهذا فالأخذ بالثأر ليس من العرف في شيء ولكنه عادة ترفضها كافة الشرائع وجميع القوانين التي صاغتها الإنسانية لضبط شئون الناس في كافة بقاع المعمورة. لأن القصاص لا ينبغي أن يقوم بتنفيذه إلا الحاكم أو القاضي أو السلطان أو من يقوم مقامه. وفي ذلك يقول الله تعالي في كتابه الكريم: "ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً" "الإسراء: 33" والولي هنا هو ولي الأمر أو من يقوم مقامه. وذلك حتي لا تعم الفوضي وينتشر الفساد في الأرض وكذا حفاظاً علي اقامة حدود الله بشكل شرعي. كما أن من يأخذ ثأره بنفسه فإنه قد اقترف إثماً مبيناً وأعد الله له عذاباً عظيماً. ووقع تحت قوله تعالي: "ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما" "النساء: 93". لأنه قتل بغير حق. وقد تدفعه الحمية ليقتل غير القاتل ويأخذ بالثأر غالباً من أخيه أو ابن عمه أو أحد أقربائه في العائلة وهو ما يبعده عن حقه الشرعي ويكون بذلك قتل نفساً بريئة ليس لها ذنب فيما فعله القاتل. كما أن من قتل قاتله أو قاتل أخيه فقد ارتكب مخالفة شرعية أخري وهي انه قد تعدي علي الحاكم الذي يطبق حدود الله في الأرض. ومن أخذ حقه بنفسه فإن القانون أعطي للقاضي الحق في أن يأخذ حق المجتمع منه. لأن القانون لا يترك الجاني يفر من العقاب بحال. وكذا لا يسمح للمجني عليه أو لأحد أقربائه بالعبث بأمن المجتمع وهذا هو شرع الله.