هل البشير هو مشكلة السودان. وهل ستنتهي كل مشاكل السودان برحيله عن السلطة كما اشار المعارضون السودانيون الذين اجتمعوا في لندن؟! لو كان الامر كذلك لكنا أول من يؤيد عزله.. لكن المشكلة تكمن في مؤامرة يتعرض لها السودان لتمزيقه بدأت ببتر جنوب السودان عن جسد الوطن الام. وها هي اصابع التآمر لاتتوقف عن العبث في دارفور وجنوب كردفان.. وكان اولي بهؤلاء المعارضين الوقوف خلف البشير للحفاظ علي ما تبقي من السودان لا ان يمارسوا هذه الانتهازية غير المقبولة والتي تفقدهم احترام الشعب السوداني.. واحترام انفسهم. لقد ترددت خلال هذا الاجتماع مغالطات عديدة تكذب نفسها بنفسها. فالبشير غير مسئول عن انهيار الجنيه السوداني. بل تقع المسئولية علي من تأمروا لفصل الجنوب حيث توجد حقول البترول والتي الت عوائد صادراتها بالكامل "حوالي 500 مليون دولار شهريا" إلي الكيان الجديد. وحتي منطقة ابيي الغنية بالبترول والتي تقع وسط السودان في جنوب كردفان استكثرها الغرب علي السودان وجعل مصيرها معلقا باستفتاء لم يتحدد موعده بعد.. وقد حاولت الحركة الشعبية خلق واقع سكاني جديد في المنطقة بتهجير جنوبيين من الدنكا اليها. فتصدت لها قوات البشير -الذي يطالبون باسقاطه- وعاقب الغرب البشير علي ذلك باطلاق المهزلة المعروفة بمحكمة جرائم الحرب الدولية. كما اضطر البشير إلي توجيه نفقات طا ئلة إلي التسليح علي حساب التنمية. ولم يفشل البشير في جعل الوحدة خيارا جاذبا بعد اتفاق نيفاشا الظالم. فقد كان حكم الغرب بتقسيم السودان قد صدر مشمولا بالنفاذ. وباعتبارها اداة للتنفيذ.. اخذت الحركة الشعبية تثير المشكلة تلو الاخري لتبين ان الانفصال هو الخيار المناسب. وهذا لايعني ان البشير بلا اخطاء لكن انتهازية معارضيه تتجاوز اخطاءه كثيرا.