اللواء فؤاد فيود من أبطال حرب أكتوبر ونائب وزير الدفاع الأسبق. ورئيس مجلس علماء مصر الحالي يحمل العديد من الذكريات عن حرب أكتوبر ودور القوات المسلحة في الاعداد للحرب ومعارك البناء والتنمية في أرض الفيروز. قال اللواء فؤاد فيود ان حرب أكتوبر 73 لم تبدأ يوم 6 أكتوبر بل إنها بدأت يوم 11 يونيو 1967 ثاني يوم النكسة. وبعدها بأسبوعين دارت معركة "رأس العش" دمرنا فيها 3 دبابات و11 مدرعة وعلي الرغم من ان اسرائيل كانت تحتل سيناء بالكامل إلا انها فشلت في الاستيلاء علي هذا الموقع. وفي يوم 14 يوليو قام إبراهيم الرفاعي بنسف كل ما جمعته اسرائيل من غنائم حرب. كما ان البحرية كانت اقتربت من الساحل والقوات الجوية دمرت كل التكديسات. وفي 21 أكتوبر استخدمت القوات البحرية لانشات الصواريخ لأول مرة في المعركة البحرية ودمرت المدمرة إيلات أمام بورسعيد. ثم بدأنا في مرحلة الدفاع النشط وعمل الاغارات والكمائن والحاق الخسائر بهم. وقد قمنا بعمل اغارتين أو 3 اغارات علي ميناء ايلات أي في عقر دارهم ونسفنا قطع "بيت يشع" و"بيت يم" في إيلات. وبدأنا المعارك المدفعية 8 مارس 1969. وفي 9 مارس استشهد عبدالمنعم رياض أثناء خروجه في الخط الأول للاطلاع علي نتائج الاشتباك. لذلك سمي هذا اليوم بيوم الشهيد. وقمنا باسقاط عدة طائرات لاسرائيل في أسبوع تساقط الطائرات فأجبرت اسرائيل علي أنها تقبل وقف اطلاق النار 8 أغسطس 1970م. فقد ظل عبدالناصر يخدم الوطن حتي آخر يوم في عمره ولم يستسلم للهزيمة فقد قام باعداد القوات المسلحة وحربنا في حرب الاستنزاف ونجح في بناء حائط الصواريخ ثم جاء السادات من بعده حيث التخطيط العظيم وخطط الخداع. فقد كانت اسرائيل تذيع امتحانات الثانوية العامة فقومنا بوقف الامتحانات وتأجيلها وكان في ذلك رسالة توصلها لنا اسرائيل وهي انها اخترقت قدس الأقدس السري وان CIA المخابرات الأمريكية لديها علم بماركة القميص التي نرتديها وكان 6 أكتوبر ردا عليهم. فالمخابرات الأمريكية لم يكن لديها علم بموعد الحرب ونحن اختارنا يوم السبت للهجوم لأنه يوم الثبوت عند اليهود "عيد الغفران" وبذلك فنحن عطلنا لهم خطة التعبئة والتعبئة تعني أن كل اسرائيل تكون تحت السلاح أي أن كل اسرائيل تحارب لذلك فهم لم يتحملوا الحروب الطويلة لأن انشطتهم كلها تعطل. وقالت اسرائيل عندما يقوم المصريون بالعبور نتركهم فلم يعبر منهم غير المشاة ولا توجد كباري لعبور الدبابات فهم لا يستطيعون انشاءها ليلا فسوف نسحق عظامهم تحت جنازير الدبابات ولكنهم فوجئوا بالعبور. أضاف أن عبقرية التخطيط العسكري تكمن في الاختيار المناسب للوقت من يوم السبت لأنه يوم الثبوت وتحريم الصيد عند اليهود وذلك بهدف التأثير علي الحالة العامة للتعبئة فالحياة تتوقف الساعة 2 ظهرا لخدمة سلاح الطيران لتحقيق الرؤية المناسبة وإلحاق الخسائر وتحقيق الأهداف بالاضافة إلي مساعدة سلاح المدفعية بالحاق الخسائر لأهداف معينة وكذلك لسلاح المهندسين لعمل الكباري التي أقاموها في 8 ساعات فقط في حين أنها كانت تستغرق وقت التدريب 12 ساعة. و10 رمضان للاستفادة باكتمال القمر وكسب ظاهرة المد والجزر لمساعدة عبور الدبابات بجانب الاستفادة من ظلام الجزء الأخير من الليل لضمان عدم رؤية العدو المعدات والدبابات اثناء العبور. كلها منظومة جديرة بالدراسة وكذبت أسطورة موشي ديان حينما قال "إن القوات المصرية اذا عبرت قناة السويس سوف تتحول القناة إلي بركة دماء" وعبرنا علي جثث الشهداء فهناك من كان يلقي بنفسه علي الألغام لكي يفتح معبراً لباقي الجنود ومن كان يمسك بفوهة الرشاش لتمزق جسده لحماية زملائه. وذكر السادات بعد النصر أنه سوف يجيء اليوم الذي نحكي ذكريات أكتوبر. صدق ما وعد ولكن قتل علي يد من أخرجهم من السجون في يوم عيده وكل هذا رد علي الأصوات التي كانت تقول إن اسرائيل كانت تستطيع أن تصل إلي القاهرة. كيف وهي لم تستطع أن تخترق حتي السويس التي كانت شبه خالية في ذلك الوقت وحتي حادث الثغرة المعروف كانوا هم محاصرون من القوات المصرية وطالبوا كيسنجر السادات بعدم قتل الجنود.