المسألة لها أبعاد كثيرة تتجلي فيها عظمة الله سبحانه في خلقه وعندما نتناول باباً واحداً من أبواب حكمة الخلق وراء تلك المخلوقات يحضرني تجليات في الآية القرآنية "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوي إلي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم" فالآية تشير إلي خلق الله سبحانه وكيف أنه جل شأنه قد خلق لبني البشر تلك المخلوقات نافعها وما تراه ضاراً. إن الإنسان مع تطور فهمه لقوانين الكون واكتشاف مقدراته استطاع إخضاع تلك المخلوقات. فأصبحت له دواء بعد أن كانت داء. وباتت منقذة للحياة بعد أن كانت سالبة لها حيث يستخدم نوع من الضفادع السموم في قتل أعدائها تستخلصه من النمل السام فيجد الإنسان نفسه باستخراج هذا السم أمام مسكن قوي غير أفيوني يقتل أشد أنواع الألم.. وعلي الجانب الآخر في أولاد عم تلك الضفادع نوع اخر استطاع الانسان استخراج سم مهلوس أصبح دواء قويا كمثبط لآلام السرطان الرهيبة وبلغت قوة هذا المسكن أربعين مرة قدر المورفين دون أن يسبب إدمانا ولقد تبين حديثاً استخدام تلك السموم في تخفيف الوزن وارتخاء العضلات وكمنشطات للقلب. كما تم استخراج نوع من السموم من أحد الميكروبات والذي يستطيع قتل الإنسان بعد أن يصل إلي خلاياه العصبية خلال ساعتين فقط فأصبح يستخدم هذا السم لتجميل الوجه و تجديد البشرة ومحاربة الشيخوخة.. وهناك لعاب لأحد الزواحف تسبب عضتها ألما شديدا ونزيفا. فيجد العلماء أنفسهم أمام علاج ناجع لمرضي السكر فينظم هذا اللعاب السكر ويفقد الشهية وينقص الوزن.. ومن الأمراض ا لقاتلة والتي تمثل تحديا للطب القديم و الحديث تلك المتعلقة بنقص المناعة الذاتية. فقد جاء الدواء من سم مستخرج من نوع من المراجين ليقوي المناعة ويصبح بديلا عن العلاج الكيميائي.. كما أن مرض ضمور العضلات الوراثي من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال ويصحبها تدهور في الحركة إلا أن العلماء استطاعوا استخراج مادة كيميائية من نوع من العناكب نراه كثيرا حولنا. وباستخدام تلك المادة تمكن العلماء من التخفيف من أعراض المرض و المساعدة في مكافحته.. هكذا نتفهم الآية القرأنية "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" ذلك هو الله الذي له في خلقه شئون. أ.د. محمد عبدالعزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس [email protected]