تظل الألوان سرا أكبر من حجم الوعي وذنب أكثر براءة من كل ذنوب أطفال العالم فأتسلق السماء بلون .. وتخضر الصحاري بلون .. وبلون نخفي جرحا .. فيشي به لون رسائل ملونة .. خارج المناسبات المعلنة .. لمن يهمة الأمر "كليوباترا".. فاتنة الشرق وملهمة الفن العالمي دخلت معركة الحياة بخطي ثابتة. وتألق المعارف في ذهنها أنار طريقها بأهداف مرسومة.. فكانت الملكة والحقيقة التاريخية والأسطورة الملهمة ليظل الفنانون لآلاف السنوات يتناولونها في إبداعاتهم المنحوتة والمرسومة.. فتبقي سرا يكمن داخل لوحاتهم فالكثيرون تعرضت إبداعاتهم لكليوباترا وحياتها الزاخرة التي أثارت الخيال وحركت المشاعر. ومنهم من رأي أن قصة موتها أكثر إيحاءً وغموضا.. لكنها كانت شمس إلهام في حياتها وموتها. في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1864 تحدثت المحافل الفنية العالمية عن المعرض الفرعوني ¢معرض كليوباترا¢ الذي أقامه الفنان البريطاني الشهير لورانس ألماتاديما رائد الفن الفيكتوري الذي كان يسود إنجترا وقتها. وتضمن هذا المعرض ستاً وعشرين لوحة وتناولت كلها مصر الفرعونية بل وركز الفنان اهتمامه في شاعرية حالمة علي جمال كليوباترا ومغامراتها المثيرة. حصل ¢ألماتاديما¢ علي ميدالية ذهبية عن معرضه هذا وفي حفل تسلمه الجائزة بالأكاديمية الملكية البريطانية للفنون قال إن أول شيء يُلقن للطفل في دراسته عن الحضارات الإنسانية الأولي هو الحضارة المصرية القديمة وإذا تدارسنا حياة كليوباترا وكيف كادت تحكم العالم وهي علي مقعدها الوثير في مدينة الإسكندرية وجدنا أنها شخصية فذة ومميزة ويجد الفنان فيها غايته المنشودة من الجمال الأخاذ والشخصية القوية والجاذبية والأنوثة الصارخة إلي جانب أطياف الغموض والخيال التي تغلف الحياة الفرعونية علي ضفاف النيل حيث مراكب الشمس ونبات البردي وزهور اللوتس وأعمدة المعابد وأسرار الخلود. وبعد هذا المعرض انتشرت الدعوة الفنية لمختلف الأكاديميات في أوروبا للغوص في حضارة وادي النيل مستلهمين أطياف السحر خلف ستائر القصور التي عبقت بأنفاس كليوباترا وفتنتها. لوحة أنطونيو وكليوباترا للفنان لورانس ألماتاديما 1883 ومن الفنانين الذين تأثروا بها في أعمالهم الفنان الفرنسي جان ليون جيروم والذي قام في العامپ1868م برحلة طويلة إلي مصر. ومن لوحاته لوحة تمثل لقاء كليوبترا بيوليوس قيصر. مقابلة كليوباترا والقيصر للفنان الفرنسي جان ليون جيروم كان والدها هو بطليموس الأول وكانت مصر في هذا العصر تخضع إلي حكم الإمبراطورية الرومانية التي كانت تسود العالم آنذاك وحيث كان والدها ملكا ضعيفا منغمسا في ملذاته لذا فقد انتهي به المطاف إلي الفرار لروما خوفا من غضب الشعب ومن ثم فقد انتقل التاج والحكم إلي ابنته الكبري شقيقة كليوباترا لكن سرعان ما انتقل التاج إلي كليوباترا التي كانت في السابعة عشرة من عمرها. يتألف اسمها اليوناني من مقطعين "كليو" ومعناه فخر و"بترا" ومعناه الوطن أي أن كليوبترا تعني فخر الوطن. وحملت الكثير من الألقاب منها رقطاء النيل وقاهرة الأباطرة والقياصرة. كانت حياة كليوباترا لغزا محيرا حيث أن روما أجبرتها علي الزواج من شقيقها بطليموس الثاني الذي كان يبلغ 9 سنوات كي تصبح ملكة. لكن هذا الزواج لم يقنعها فانفردت بالحكم مما أعطي الفرصة للكهنة والمستشارين أن يوغروا صدر بطليموس الثاني عليها حتي وصل الأمر بينهما إلي صدام مسلح وهنا بادر يوليوس قيصر بالمجيء إلي مصر كي يضع حدا لهذا الصراع بطريقة سلمية لكنه حين رأها استسلم لجمالها وسحرها فأخذ صفها وأسقط من يد الزوج المراهق بطليموس وتزوجها يوليوس قيصر وأنجب منها ابنهما.