سعد زغلول.. سيرة وتحية كتاب عباس محمود العقاد صدر بمقدمه للدكتور الطاهر مكي عن الهيئة العامة للكتاب. يؤكد العقاد ان سعد زغلول كان مثلاً في الصراحة والجرأة وطبيعة الكفاح ولكن الذين يفهمون أنه كان لذلك يحمل سلاح الصراحة ذات اليمن وذات الشمال يخطئون في فهمه ولا ينصفونه. انما كانت صراحته وسيلة لإبداء الحق والإعراب عن الرأي. وكشف رذيلة الرياء. ودفع مذلة الخنوع. وبدأ إعجاب العقاد بسعد زغلول مبكراً وهو في الثامنة عشرة من عمره. حين بدأ العمل في جريدة الدستور التي كان يصدرها محمد فريد وجدي. وهي أول صحيفة يومية يعمل في تحريرها. وواظب عليه. وعمل بها منذ العدد الأول حتي الأخير. علي امتداد عامين كاملين تقريباً. وصدر العدد الأول منها في نوفمبر عام 1907 تتوسطه مقالة العقاد. وكان المحرر الوحيد مع صاحبها ويضطلع بنصف أعباء التحرير تقريباً من ترجمة وتصحيح وتهذيب الرسائل والأخبار وراتبه فيها ستة جنيهات شهرياً. والكتاب يوضح ان بين عامي 1908 و1924 لم يلق العقاد سعداً غير مرتين. الأولي حين خطر له ان ينتظم في بعثات الجامعة المصرية. وأراد أن يكون الامتحان مباحاً لجميع الطالبين. ولكن طلبه رفض. وأبي سعد إلا أن تكون لديه الشهادة المشروطة قبل الامتحان. وقال له العقاد: ولو كانت هذه الشهادة غير ضرورية للنجاح ورد سعد وماذا نصنع. لتكن كفاءتك ما تكون - فهل في وسعنا أن نرشح للأستاذية في الجامعة من ليست عنده الشهادات التي ينتظم بها الطلاب في تلك الجامعة وكانت الثانية بعد ذلك بأعوام طويلة حين قدم إليه ديوانه الثالث "أشباح الأصيل" واصدره عام 1921 ومنذ عام 1924 اتصل بينهما اللقاء اتصالاً لا تقطعه إلا فترات قليلة من سفر أو مرض أو نحو ذلك.. فما تغيرت الصورة الأولي إلا بما أضاءها من وهج الحركة الوطنية. وفخار الفداء وحماسة الإعجاب والإجماع من المعجبين.