الحمد لله ان للمسلمين صورا أخري غير صور ابناء القاعدة وطالبان وابناء مبارك والوهابيين والجماعات التي تدين لهم بالولاء والطاعة. الصورة التي لاحقت المسلمين اتسمت بالتطرف والتعصب ونبذ الآخر واستخدام العنف والترويع والانغلاق والجمود. أصبح المسلم الذي يعلن عن اسلامه بالجلباب القصير واللحي الطويلة ولغة الخطاب الطنانة التي تبث الخوف في نفوس ممن ليسوا علي عقيدتهم هي ذات الصورة التي تروج لها وسائط الاتصال الجماهيرية التي أصبحت ضمن اكثر الاسلحة الحديثة نفاذا وسطوة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر. المسلمون الذين دخلوا في دين الله افواجا صنعوا حضارة والمسلمون الذين يرفعون لافتات تؤكد نسبهم لذلك السلف الصالح الذين كانوا يشيعون مشاعر القلق والخوف حتي وسط من يدينون بدينهم. أحد الأمريكيين الذين اعتنقوا الاسلام ذهب ليؤدي فريضة الحج وهاله ما رأي من سلوك بعض الحجيج اثناء اداء المناسك فقال: الحمد لله انني اسلمت قبل ان أري المسلمين. والحمد لله فعلا ان للمسلمين صورا اخري يجسدها نموذج مثل الطيب اردوغان الذي يزورنا الآن برفقة زوجته المحجحبة التي بدت إلي جواره نموذجا للسماحة والسكينة والاناقة والتحضر. فارق هائل بين بلد مسلم وقوي ينبذ العصب وتسوده السماحة ويؤمن بالتقدم والحضارة البشرية بالإنسان وقدرته علي صنع مستقبله مثلما يؤمن بضرورة الاسهام في مستقبل البشرية عموما. ليست بالكارزيما المظهرية يحقق الزعيم التركي جماهيرته وسط منطقتنا العربية وإنما بالسلوك العملي الذي يعلي من شأن الكرامة ويؤجج الشعور الوطني علي أسس قوية من دون ادعاء زعيم يلوح بأحد أهم مباديء الإسلام الدفاع عن الحق والعدالة واعداد القوة اللازمة للمواجهة إذا ما اقتضي الأمر. ان السياسة مصالح دنيوية هذا صحيح ولكن الطريق إلي تحقيقها هو ما يصنع الفارق بين زعيم وآخر وبين مسلم وكافر بروح الإسلام ومبادئه وفي بلاد المسلمين يفتقد العرب الزعامات القوية إذ بينهم من يذبح شعبه ومن يهدم دعائم انجازاته وبينهم مهرجون ومعاتيه وكلهم مستبدون واصحاب حقوق إلهية.. ما انزل الله من سلطان ولم تمنحه الشعوب المستضعفة لهم. الحمد لله ان للمسلمين زعماء ليسوا عربا للأسف وان اتخذت منهم الشعوب العربية قدوة. لقد ميز الله المسلمين بالتقوي وبالفعل الصالح الذي يفيض بالخير علي الناس واقامة العدل ونبذ الحرام والتقوي ليست شعائر ولا ملابس ولا لحي وإنما سلوك عملي حضاري ناجز يؤمن بالتقدم ويرفع الشعوب الاسلامية من قاع التخلف إلي التقدم وينقل المسلم من خانة الارهابي إلي صانع حضارة.