أثبتت مسابقة انتل التي نظمتها مكتبة الاسكندرية ان مصر لا تنضب من العقول المبتكرة. للمرة الأولي يشارك أطفال من مراحل سنية مختلفة تبدأ من 10 سنوات في المنافسة وتقديم الاختراعات بالمسابقة التي تنافس فيها 432 طالبا ب512 مشروعاً من إعداد طلاب المدارس من مختلف محافظات مصر ليصل منهم من يمثل مصر في مسابقة انتل الدولية المقرر اقامتها بالولايات المتحدةالامريكية في مايو المقبل ومنافسة طلاب مختلف دول العالم.. وبالرغم من ان الفائز الاول في المسابقة من الاسكندرية الا ان ذلك لم يمنع ان باقي الاختراعات لكل منها اهميته مما جعل المسابقة تلقي اهتماماً من السفير الامريكي ومحافظ الاسكندرية لزيارة المعرض وسماع شرح الاطفال لاختراعاتهم. * فاز بالجائزة الاولي بالمسابقة ابن الاسكندرية بيتر ابراهيم كمال لتصميم للمتحف الذكي الذي يخلق علاقة تفاعليه بين زوار المتحف والقطع الاثرية المعروضة. قال بيتر المرشح لمنافسة طلاب الدول المختلفة بالمسابقة المقرر إقامتها بالولايات المتحدةالامريكية أنه يدرس بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية وعنوان مشروعه المتحف الذي تتلخص في وضع كود رقمي بجوار كل تمثال معروض بالمتحف وبمجرد تسليط الزائر لكاميرا الهاتف الخاص به والمتصل بالانترنت يتم عرض فيديو يعمل بتقنية الابعاد الثلاثية للزائر يقوم به التمثال ويسرد تاريخه علي شاشة الموبايل كما انه يمكن عمل العاب للاطفال بنفس التقنية وذلك للتسهيل علي زوار المتاحف التعرف علي القطع الاثرية ومعرفة خلفيات وتاريخ كل قطعة بشكل تفاعلي. أشار إلي أن مشروعه لم يتكلف اكثر من عمل الفيديوهات اللازمة لكل تمثال وبثها عبر الانترنت وربطها بأكواد رقمية حتي يتمكن كل زائر من التفاعل مع كل قطعة حولة من المعروضات بالمتحف. أوضح أنه حصل علي 90% مجموعة بالصف الثاني الثانوي ولكنه يتمني الالتحاق بكلية الهندسة. * وبالرغم من صغر سن علي هاني الذي لم يتجاوز ال13 سنة من عمره إلا انه ابتكر جهاز لتحويل المخلفات إلي طاقة. حيث قال ل"المساء" انني ادرس بالصف الاول الاعدادي بمدرسة حمزة ابن عبد المطلب بالبيطاش لاحظت خلال رحلتي اليومية للمدرسة قيام الافراد بحرق المخلفات من القمامة للتخلص منها مما ينتج عنها غازات ضارة وتحدث صعوبة في التنفس للمارة بالمنطقة ففكرت في الاستفادة من حرق المخلفات بمشروع بحثي استغرق عاماً تقريباً ساعدني فيه استاذي بالمدرسة الذي وجهني لكلية العلوم التي فتحت لي ابوابها لتلقي العلم رغم صغر سني إلا انني قمت بإعداد مشروع بحثي للاستفادة من احتراق المخلفات الناتجة من المنازل وتحويلها إلي مصدر للطاقة وذلك بإنشاء غرفة حرق كبيرة يتم حرق المخلفات بها ويعلو احد جوانب الغرفة انبوب يمر به الغازات الناتجة من الحرق وهي الكربون وثاني اكسيد الكربون ليتم تخزينها بغرفة اخري وبفصلهم وإضافة بعض المواد الكميائية يتم إنتاج الاكسجين والبوتاسيوم وذلك نكون استبدلنا الغازات الضارة بأخري نافعة وصحية واستخلاص غاز الميثان الذي يكون النسبة الاكبر من الغاز الطبيعي. مشيراً إلي أنه يتمني الالتحاق بكلية الصيدلة لحبه للمعادلات الكيميائية. * أما الابتكار الذي يساهم في تنمية الثروة الحيوانية هو ما ابتكره زياد سامي 16 سنة بتحويل بقايا الاطعمة إلي سماد حيواني. حيث قال انني من طلاب الصف الثاني الثانوي بمدرسة المستقبل للغات بمحافظة الغربية ونظرا لوجودي بمجتمع ريفي يعتمد علي الثروة الحيوانية وقريب من المشكلات التي تواجه المربين من ارتفاع اسعار الاعلاف فكرت في ابتكار جهاز لتجفيف الاطعمة من بقايا المنازل وتحولها إلي علف حيواني فائق القيمة الغذائية حيث انني اعمل منذ ثلاثة سنوات علي مشروع الاستفادة من بقايا الاطعمة الناتجة من المنازل وذلك بإنشاء جهاز يشبه الفرن ولكن يتم توزيع درجات الحرارة داخلة بتقنية معينة تساعد علي تجفيف الاطعمة ثم تبدأ المرحلة الثانية لعمل الجهاز وهي طحن جميع هذه الاطعمة لتصبح بودرة يتم استخدامها لأعلاف للحيوانات خاصة وان جميع مكوناتها اطعمة طبيعية ويمكن تخزينها لفترات طويلة دون ان تتعرض للتلف بعد تجفيفها. مشيراً إلي أن الجهاز الذي ابتكره تكلف مايقرب من 1500 جنيها تقريبا وانه في مراحل تسجيله للحصول علي براءة اختراع وقال انه يسعي للالتحاق بكلية الهندسة لحبه في صناعة الاجهزة وتشغيلها. * كما أثبتت البنات قدرتهن علي الابداع والابتكار حيث ابتكرت مها السيد عرفات ومايسة ياسر شعيب من محافظة البحيرةجهاز لمعالجة ازمة الطقس وتخفيف تأثير الاحتباس الحراري الذي يؤثر علي نضج ونمو النباتات الزراعية حيث اكدوا أنهن من محافظة ريفية ولاحظن تأخر نضج النباتات وقلة إنتاجية الاراضي الزراعية خلال الموسم الصيفي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وعلي الرغم من دراستهن بالمرحلة الثانوية إلا انهم عملوا لفترة تزيد عن العام لابتكار جهاز يعالج ازمة التغير المناخي والاحتباس الحراري,حيث ان المشروع يكمن فكرته في تحويل غاز الميثان وثاني اكسيد الكربون إلي جزيئات الكربون النانونية او جزيئات الكربون الدقيقة وهي مادة صلبة للغاية تكون أصلب من الصلب والمعدن ولكنها كانت تنتج بتفاعلات كميائية مما يحتاج اموالا باهظة ولكن فكرة المشروع هو إنشاء جهاز يقوم بإستخلاص الهواء من الجو ومعالجته بنوع من الامينات وتسخينه علي درجة حراراة عالية مما ينتج هذه المادة التي تدخل في العديد من الصناعات الثقيلة لصلابتها. * أما الابتكار الاغرب هو الاستفادة من الاحتباس الحراري وتحويله إلي غاز طبيعي الذي ابتكره حسام حسن النجار من كفر الشيخ 16 سنة والذي اكد علي ان فكرة مشروعه البحثي تتلخص في الاستفادة من الاحتباس الحراري وإنتاج الغاز الطبيعي منه وذلك من خلال الفصل بين بخار المياه وثاني اكسيد الكربون وتعرض ثاني اكسيد الكربون إلي 500 درجة حرارة مئوية وتحويله إلي غاز الميثان الذي يشكل مايقرب من 75 % من الغاز الطبيعي كما ان بخار الماء يمكن تكثيفه وتجميعه كمياه مقطرة يمكن استخدامها. * وبالرغم من كونها اصغر المشاركات بالمسابقة لعدم تجاوز عمرها ال12 سنة إلا ان بنت الدقهلية خلود عطا الله حشيش نالت استحسان وقبول جميع زوار المعرض لانشغالها بأكثر الازمات التي تواجه البلاد وهي الطاقة الكهربائية. قالت أنها لاحظت أن الطاقة الكهربائية كانت تنقطع باستمرار خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع تكاليف انتاجها ففكرت في مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية بالمياه المهدرة ويتلخص فكرته في إنتاج الطاقة الكهربائية من بخار المياة وذلك بإسغلال المياه المهدرة الناتجة من صرف المنازل ومياه الامطار وتجميعها في خزانات وتعرضها للغليان بمنطقة يوجد بها توربينات يقوم بخار المياه بتحريكها مما ينتج الكهرباء كما اننا نستطيع تجميع المياه التي يتم تكثيفها ويتم استخدامها كمياه نظيفة. * كما ابتكر أكرم خالد 13 سنة من محافظة الدقهلية جهازاً للحد من إهدار الطاقة الكهربائية بأعمدة الانارة ,مؤكدا علي ان فكرته تتلخص في تكوين دائرة تحكم لتوليد إنارة ذاتية يتم تزويدها بأعمدة الانارة بالشارع لقطع التيار عن العامود طوال ساعات النهار لكي نحد من الاسراف في التيار الكهربي بالشوراع. * وفي مجال الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة توصل عمرو فوزي عبد الرازق وعبد الستار السيد 16 سنة لصناعة الخلايا الشمسية بمادة بديلة عن السيلكون الذي يتم إستيراده من الخارج لكونه يحتاج إلي تقنيات عالية لصناعته مما يجعل الواح الطاقة الشمسية باهظة الثمن ولكننا نجحنا في استبدالها بمادة بديلة تسمي البيروفيكسات المتعقبة للشمس وتكون ارخص سعرا وهي مادة يمكن تصنيعها معمليا بواسطة مجموعة من التفاعلات الكميائية. مشيراً إلي أن كفاءة المادة البديلة تقترب بنسبة كبيرة من كفاءة السيلكون في اختزال الطاقة الكهربائية التي تقدر ب24% بينما تقدر كفاءة المادة البديلة 22% وهو فارق ليس كبيراً نهائيا مع انخفاض التكلفة التي توفرها المادة البديلة عن السيلكون. * أما محمد جودة 14 سنة من ابناء محافظة الاسكندرية فابتكاره يمكننا من إزالة بقع الزيت من البحار التي تضر البيئة والثروة السمكية. أشار أنه بحكم معيشته بالاسكندرية لاحظ اثارة القنوات والصحف العديد من المشكلات بسبب ظهور بقع الزيت علي سطح البحر وقيام وزارة البيئة بمحاولات كثيرة لتفتيتها وبالرغم من انني ادرس بالصف الثاني الاعدادي بمدرسة محرم بك الاعدادية الا انني فكرت في المساهمة لحل هذه الازمة فقمت بدراسة الازمة واكتشفت أن وزارة البيئة تحاول تفتيت بقع الزيت باستخدام مواد كيماوية خطيرة وتضر الشعب المرجانية والثروة السمكية وذلك من اثارها الجانبية ومن هنا فكرت في صناعة جهاز يقوم بتجميع بقع زيت البترول التي تظهر علي السواحل وبمياه البحر وشفطها بسهولة حيث ان كثافة البترول تكون اخف من كثافة مياة البحر فمن السهل فصلهم وتتلحص فكرة الجهاز الذي اعددته في مروحة كبيرة يتم تشغيلها اعلي سطح البحر مما يجعلها تنتج دوامة مائية تتجمع فيها بقع الزيت المنتشرة علي السطح وتصبح بقعة واحدة كبيرة ثم بعد ذلك شفطها من سطح البحر بواسطة شافط كهربائي يقوم بشفط بقعة الزيت الكبري التي تجمعت علي سطح البحر. أضاف أنه نفذ نموذجاً مصغراً لجهاز المشروع الخاص به ولم يتكلف اكثر من 200 جنيه واثبت كفاءة عالية علي المسطحات الصغيرة ولكنني لم أعد عداد دراسة جدوي لتكاليف الجهاز اللازم لتنفيذ المشروع عمليا ولكن مكوناته تكون موتور ومروحة بحجم المنطقة التي نريد تغطيتها فقط. قال انه يسعي للالتحاق بكلية الهندسة قسم الميكانيكا.