لم يتوقع المؤلف الراحل الكبير "مأمون الشناوي" أن كلمات أغنيته التي كتبها وقرأها علي صديقه الملحن "رءوف ذهني" سوف يغنيها ليلي مراد.. فقد انبهر رءوف بالكلمات لبساطتها ورقة معانيها.. كما أن الكلمات تخرج من فم مأمون وكأنها ملحنة بالفعل.. فتحمس ذهني فوراً لتلحينها وكانت أسرع الألحان التي خرجت للناس في ذلك الوقت.. فقد انتهي من تلحينها في أقل من 48 ساعة.. وقال وقتها إنه خلال تلحينها كان اللحن يرن في أذنه صوت ليلي مراد الساحر قبل أن تسمعها!.. وبالفعل ذهب إليها وعرض عليها اللحن فأبدت إعجابها الشديد وقررت أن تغنيه. وخلال أيام قليلة تم تسجيل الأغنية للإذاعة وسمعها الناس لأول مرة عام 1956 وتقول كلماتها: سنتين وأنا أحايل فيك ودموع العين تناديك يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي وأصبحت من الأغنيات في الإذاعة لسنوات عديدة لدرجة أن المستمعين كانوا يطلبونها في كل برامج "ما يطلبه المستمعون" وأصبحت بمثابة الأغنية العاطفية لشباب وفتيات ذلك العصر. المعروف أن ليلي مراد ورثت حلاوة الصوت من والدها المطرب الكبير زكي مراد وكذلك شقيقها الملحن والمغني والممثل خفيف الظل منير مراد.. وقد لمعت سينمائياً من خلال سلسلة أفلام كانت تحمل اسمها وهو ما لم يحدث في تاريخ السينما لأي فنانة حتي يومنا هذا.. كما حققت شهرة واسعة عندما شاركت نجم الكوميديا نجيب الريحاني بطولة فيلمه "غزل البنات".. وواصلت مشوارها الفني والذي اختتمته بأغنية للإذاعة أيضاً.. ثم اعتزلت الفن وعاشت في العمارة التي كان قد أقامها الفنان أنور وجدي في منطقة باب اللوق بالقاهرة ولم تسعفه حالته الصحية ليعيش فيها.. وانتقل إلي جوار ربه قبل أن يصبح أحد سكان عمارته.. واستقرت ليلي مراد في تلك العمارة حتي انتقلت إلي الرفيق الأعلي.