بدأت محاكمة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أمس في باريس. في نفس توقيت محاكمة مبارك في القاهرة وشتان بين الرئيسين كلنا نعرف لماذا يحاكم مبارك والقليل يعلم سبب محاكمة شيراك لن أقول ان مبارك خرب البلد وأهدر ثرواتها وألقي شبابها في البحر وسمم أجساد من بقوا علي الأرض. الكل يعلم جرائم مبارك إلا ان جريمة جاك شيراك طبقاً لما يقوله القانونيون من قيد ووصف للقضية أنها قضية مساعدة الغير علي التربح واستغلال النفوذ وإيجاد وظائف وهمية لمن يعملون في حملته الانتخابية عندما كان رئيساً لبلدية باريس. تعود القضية إلي عام 1995 وقبل انتخابه رئيساً لفرنسا حيث وفر وظائف برواتب لأشخاص يعملون في خدمة حزبه. قضة شيراك ذات شقين كما يقولون إلا أنهما ضما في قضية واحدة. لقد وفر جاك شيراك سبع وظائف- انتبه معي- سبع وظائف في ضاحية نانتير الباريسية وواحد وعشرين وظيفة في بلدية باريس لرجاله. شيراك يحاكم علي أنه وفر وظائف وهمية الغرض منها توفير دخل ثابت لبعض رجال حزبه. شيراك لم يخصص لهم أراضي ولم يمنحهم امتيازات. ولم يقسم عليهم ثروات فرنسا ومزارعها ولم يجعلهم رؤساء شركات يتمتعون بالاحتكارات الضخمة. مجرد موظفين بدخل شهري ثابت إلا أنه بذلك في عرف القانون الفرنسي وغير الفرنسي فقد خان الأمانة ورغم ان بلدية باريس تراجعت عن الإدعاء بالحق المدني في القضية بعد ان دفع شيراك من جيبه الخاص أكثر من نصف مليون يورو ودفع حزبه ما يزيد علي اثنين مليون دولار في اتفاق عقد العام الماضي وهي قيمة الرواتب التي حصل عليها رجال شيراك إلا ان ضاحية نانتير استمرت في القضية أمام اصرار شيراك بأنه لم يسيء التصرف ورفضه الاعتراف بالذنب. الحدوتة كلها تدور حول خمسة ملايين من الدولارات وبعد مداولات وجلسات استمرت ما يقرب من خمسة عشر عاماً أعلن القاضي ضرورة السير في الإجراءات القانونية رغم مرض شيراك واصابته بالزهايمر وقدم محامو شيراك تقارير طبية بحالة الرئيس السابق وقبلها رئيس الدائرة الحادية عشرة دومينيك بوش وقبل السير في الإجراءات دون حضور شيراك حفاظاً لكرامته ومرضه وشيخوخته ومن المتوقع ان يواجه الرئيس السابق شيراك عقوبة بالسجن عشر سنوات وغرامة 150 ألف يورو في حالة إدانته باختلاس أموال عامة.. عشر سنوات سجناً مقابل خمسة ملايين دولار كم سنة ستكون عقوبة مبارك إذا تمت محاكمته في باريس؟!