في الستينيات من القرن الماضي كان رئيس جمهورة غانا "ساحل الذهب سابقاً" هو الرئيس نيكروما.. المتزوج من مصرية. في شهر فبراير سنة 1966 قام بزيارة رسمية للصين الشعبية.. وبمجرد وصوله أعلنت غانا انه تم خلع نيكروما وتنصيب غيره من الذين يميلون نحو أمريكا والغرب..! رئاسة الجمهورية وفي الحال قطع نيكروما الرحلة وذهب إلي غينيا في محاولة لاسترداد الحكم - ولكن محاولاته باءت بالفشل. ونظراً للصداقة العميقة بين نيكروما وجمال عبدالناصر.. قال له محذراً بأن الغرب لن يترك عبدالناصر "في حاله" فكل الشواهد تشير إلي أن هناك مخططاً غربياً أمريكيا لخلع الرؤساء الذين لا ينتمون إليهم.. وبالتاكيد سيحدث شيء ما لجمال عبدالناصر.. وقال في تحذيره.. هذا الكلام مبني علي واقع ففي عام 1965 حدث انفلات ضد رئيس اندونيسيا أحمد سوكارنو صحيح انه فشل ولكن نجح في العام التالي أي عام ..1966 وهذا العام حدث انقلاب ضدي أما الدور فإنه سيحل علي جمال عبدالناصر في عام ..1967 ويتم خلعه. وبالفعل في عام 1967 حدث ما لا يمكن توقعه حيث تم تدبير مؤامرة حرب 1967 وحدوث هزيمة منكرة لمصر.. الأمر الذي جعل عبدالناصر يصدر قراراً بالتنحي وكان يمكن تنفيذ قراره ولكن الشعب المصري وقف ضد هذه الرغبة معلناً "هل بعد ان أغرق البلاد.. يتركها الرئيس وينسحب من الحياة السياسية" وبقي الرئيس..!! ونفس الحال حدث مع الرئيس السابق ولكن المؤامرة جاءت من مستشاريه واقرب الاقربين إليه.. فقد ظهرت رغبة الشعب المصري في أكثر من مناسبة بأن يكتفي بالمدد التي حكم فيها البلاد وكان يري عندما تولي المسئولية ان تكون مدة الرئاسة فترتين فقط الا انه عاد وقرر الاستمرار لأجل غير مسمي وعندما وافق أخيراً علي ترك منصبه أقنعه مستشاروه بأن يستمر ولا يبالي بأي كلام آخر.