اتشحت قرية ميت بدر حلاوة التي يطلق عليها باريس "الدلتا" التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية بالسواد وخيم عليها اجواء الحزن الشديد وتحولت لسرادق عزاء كبير حزنا علي فقدان ثلاثة من خيرة شبابها وطفلة وارتدت نساء القرية ملابس الحداد السوداء ودخلوا في نوبات بكاء شديد حزناً علي الضحايا. أدي أهالي القرية وجميع القري التابعة لمركز سمنود والمحلة الكبري صلاة الغائب علي أرواح الضحايا في جميع المساجد عقب أداء صلاة الجمعة كما قام خطباء المساجد بالدعاء للضحايا بالرحمة والمغفرة واحتسابهم شهداء عند الله. بينما وقف أهالي قرية ميت بدر حلاوة عقب أداء صلاة العصر في مشهد جماعي يتقبلون العزاء في الضحايا من أبناء وشباب القرية. قرية ميت بدر حلاوة كان لها النصيب الأكبر من ضحايا الكارثة بأربعة ضحايا هم خالد الطنطاوي نملة "35" عاماً وهو مهندس الكترونيات بإحدي الشركات بمدينة المنصورة ومتزوج منذ عامين ولديه طفل صغير ووالده متوقي وله شقيق واحد اصغر "أحمد" يعمل مهندساً. سافر خالد إلي فرنسا منذ أسبوعين في زيارة سياحية لباريس لبعض أصدقائه المقيمين هناك ولكن القدر كان يتربص به عندما استقل الطائرة المنكوبة عائداً إلي وطنه بعد انتهاء زيارته حيث سقطت به الطائرة ليكون ضمن ضحاياها. أما الضحية الثانية من أبناء قرية ميت بدر حلاوة فهو هيثم سيد ويدج 32 عاماً وهو حاصل علي دبلوم زراعة ومقيم بفرنسا التي سافر إليها منذ ثماني سنوات وتزوج من مغربية ولديه منها طفلة تدعي دينا 5 سنوات حيث اصطحبها والده معه خلال عودتها من باريس لزيارة عائلته بقرية ميت بدر حلاوة واستقلا معا الطائرة المنكوبة ليلقيا مصرعهما معا بعد سقوط الطائرة قب العودة إلي قريتهما لقضاء اجازتهما كما اعتادا. الضحية كانت آخر زيارة له لقريته للاطمئنان علي أسرته منذ حوالي ثمانية شهور اطمئان خلالها علي والده الذي يعمل موظفاً بالمدرسة التجارية بسمنود ووالدته وشقيقه الاصغر. تعتبر قرية ميت بدر حلاوة من أكثر الاماكن المصرية التي يوجد لها جالية كبري في فرنسا التي تعتبر أكبر جالية مصرية بالعاصمة الفرنسية حتي انهم اطلقوا اسم القرية علي أحد شوارع باريس التي يتجمع ويقيم بها عدد كبير من أهل القرية حيث ان أكثر من 75% من أبناء القرية يعملون بفرنسا وقد نقلوا جزءاً من حضارة عاصمة النور إلي قريتهم التي احتضنت بين جنباتها مئات القصور التي تم تشييدها علي أحدث نظم المباني الحديثة ورصف شوارعها بالكامل كما وضعوا شعاراً لبرج ايفل في مدخل القرية التي اطلقوا عليها باريس الدلتا.