لاشك أن مصر والسعودية "عمودا الخيمة العربية" ومعقد آمال الأمة.. في وقت تتزايد فيه التحديات والمخاطر بما يفرض علي العرب جميعاً الوحدة لصد المخططات الخبيثة التي تستهدف أمن واستقرار بلادنا وتفتيتها. تأتي زيارة العاهل السعودي لمصر.. لتؤكد صلابة العلاقات التاريخية الوثيقة وتقفز بها في انطلاقة قوية علي طريق الشراكة في كل المجالات.. ولتقطع أيضاً ألسنة مروجي الشائعات المغرضة التي أثيرت في محاولات يائسة للوقيعة بين البلدين. بشائر الخير تتدفق من اتفاقيات التعاون المشترك ومذكرات التفاهم التي تؤكد الدعم السعودي للإرادة المصرية.. وهذا ليس بجديد بين الأشقاء.. وستشهد الفترة المقبلة نتائج مثمرة لهذه الإنجازات التاريخية. أما الضجة المثارة في وسائل "السوشيال ميديا" حول جزيرتي "صنافير وتيران" وعودتهما إلي السيادة السعودية.. فإنها تعوزها الدقة والمعلومات.. وسوف يحسم الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا الجدل خلال لقائه غداً ممثلي الشعب وإن كانت الحكومة قد أعلنت الوثائق التي اعتمد عليها اتفاق ترسيم الحدود بما لا يدع مجالاً لأي تشكيك مغرض.. خاصة أن هذا الاتفاق لم يكن قراراً متسرعاً كما أشاع البعض. بل إنه جاء بناء علي دراسات استمرت 6 سنوات. ولعل مما هو متواتر أن زيارة خادم الحرمين للجامع الأزهر وصلاته به ولقاءه فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب وإعلانه استكمال المشروعات الجاري تنفيذها في الأزهر.. تؤكد الدعم السعودي ل "مشيخة العلم والإسلام". والفكر الوسطي المستقيم وتدل علي أن المملكة تدرك مدي أهمية الالتحام بالأزهر للوقوف في وجه التيارات الفكرية المتطرفة والإرهابية والدعوات والنزاعات المذهبية التي توظف الإسلام لتحقيق المزيد من التمدد والسيطرة علي العالم العربي. الأزهر يدرس به وافدون ينتمون لأكثر من مائة دولة وقد أعلن المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشروعاً تاريخياً لبناء مدينة جامعية تستوعب 40 ألفا من هؤلاء الطلاب.. وتعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز باستكمال هذا المشروع الذي ستلحق به كليات للوافدين ومعاهد للبعوث وخدمات لتكون مدينة تعليمية متكاملة. الأزهر والسعودية.. يد واحدة لمواجهة الإرهاب.. وسوف يستمر التعاون والتكاتف بين الجانبين للحفاظ علي الثوابت الدينية ونبذ الفكر المتطرف. وهنا تجدر الإشادة بمبادرة شيخ الأزهر بتشكيل تحالف بين علماء المسلمين لمواجهة التحديات التي يمر بها العالم الإسلامي وبحث القضايا والنوازل الفقهية المعاصرة خاصة أن شعوب العالمين العربي والإسلامي تنتظر من العلماء الكثير من الحلول للقضايا التي تهمهم لتنهي عندهم حالة الارتباك والتردد رفعاً للحرج عن المسلمين. حسناً فعل الإمام الأكبر عندما قرر إيداع قطعة كسوة الكعبة التي أهداها له خادم الحرمين بالجامع الأزهر. تحيا مصر.. ويحيا الأزهر شامخاً بشيوخه الأجلاء.