لثقتي في شخصكم الكريم وعدم إغفالكم لرسالتي قررت الكتابة لكم يحدوني الأمل أن تمدوا لي يد العون والمساعدة وأذكر نفسي وأذكركم بقوله تعالي: "فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون". أنا رجل في الثانية والستين من عمري كنت موظفاً بالكهرباء وحالياً بالمعاش وما أتقاضاه لا يلبي احتياجات أسرتي من مأكل وملبس وعلاج ونفقات زواج فأنا أب لأربعة أبناء بنتان وولدان.. الكبري تزوجت.. والولدان يسعيان علي رزقهما بالكاد.. أما الصغري فهي مخطوبة وعاجز عن تدبير نفقات زواجها بسبب ما أصابني في الشهور القليلة الماضية من تليف بشبكية العين اليمني وضعف حاد بالسمع.. وحينما فشلت الجراحة الأولي والتي أجريتها علي نفقة الدولة لعلاج عيني اضطررت للاستدانة من أحد الأشخاص لتغطية تكاليف الجراحة الثانية التي أوصي بها الأطباء وذلك علي نفقتي الخاصة لكن لم تنجح العملية ورضيت بما قسمه الله لي من فقد الابصار بالعين اليمني مع ضعف حاد بالسمع يلزمه تركيب سماعة طبية وهو ما ليس في استطاعتي. وأنا المثقل بالديون - بلغت ديوني 7 آلاف جنيه - وبالأعباء والمعاش كما ذكرت لكم لا يحتمل أي استقطاعات فهل أجد من بين قراء نافذتك من يعينني علي الوفاء ولو بجزء من ديوني أو بثمن السماعة جزاه الله عني خيراً؟! السيد أحمد جبر - المنيا المحررة : رسالة مختصرة من القارئ المنياوي استدعت مني إجراء اتصال معه للاقتراب أكثر من ظروفه فجاءني صوت زوجته "دال.ف.أ" لتتحدث بعفوية عن حالها وحال زوجها الذي يمنع ضعف سمعه - شفاه الله - من التواصل معي هاتفياً!! - تقول "دال": حين تزوجته منذ خمس سنوات كنت أبحث عن الاستقرار الذي يعوضني عن زيجتي الفاشلة الأولي ويترفق بحالي كسيدة صاحبة ظروف خاصة حيث أعاني من إعاقة بالقدم اليمني نتيجة حقنة خطأ حصلت عليها في سن الطفولة إلي جانب بعض المشكلات في القلب.. .. وتواصل: نعم حين تزوجت من "السيد" وجدت فيه إنساناً كريم الخلق يسعي بنفسه إلي الاطمئنان علي حالتي الصحية بعد ان تعرضت مؤخراً إلي جلطتين متتاليتين بالجانب الأيسر.. وحين يلاحظ نقصاً في الأدوية المقررة لي يبادر علي الفور بشرائها.. وأتذكر كيف عنفني حينما تطوعت وقمت بضمان أحد أبنائه في قرض من البنك وحدث ما حذرني منه حين تعثر المقترض عن سداد المبلغ المتبقي فلم يجد زوجي مفراً سوي الاستدانة حتي يجنبني المساءلة القانونية بصفتي الضامنة ويغلق هذا الملف نهائياً. .. وتمضي دال في الإجابة علي كل أسئلتي موضحة الظروف التي أدت إلي تراكم الديون علي زوجها لتقول: لو كان بيدي لسعيت إلي التخفيف عنه خاصة ان صُغري بناته مخطوبة ويلزمه نفقات كثيرة لاتمام زواجها.. أرجوك ابعثي بصوته لأهل الخير بألا يتخلوا عن زوجي في محنته علماً بأنه سعي رغم تقدمه في السن إلي البحث عن عمل للوفاء بديونه لكن حالت ظروف عينه وضعف سمعه دون ذلك؟! .. انتهت مكالمتي مع زوجة القارئ الكريم التي استشعر أنها انتهزتها فرصة لتعدد خصال الرجل وحرصه علي أداء حقوقه عليها في العلاج والدواء وعدم استغلالها بأية صورة - وهي التي لم تنجب له - حتي لو كان الهدف نبيلاً ويتعلق بحل مشكلة لأحد من أبنائه!! تأملت كلام "دال" عن زوجها ومواقفه معها لأجدني أمام صنف من الرجال صار شحيحاً في زماننا الآن وهو الرجل الذي يحرص علي أداء واجباته للطرف الآخر قبل ان يسأل عن حقوقه.. صنف يختلف تماماً عن أولئك الرجال الذين حين تتوفي زوجاتهم ويتقدم بهم السن يسعون للبحث ليس عن زوجة وإنما للأسف عن خادمة ترعي شئونه وشئون أولاده متناسياً حقوقه عليها وفي مقدمتها حقها في ان تصبح أماً!! فهنيئاً للسيدة دال بأن أعطاها الله هذا الزوج الأصيل الذي لم تصرفه همومه الخاصة مع الديون والإبنة المخطوبة..و و00 عن رعايتها والعناية بها.. ومثله لن يدعه الله حيراناً وسيرسل له بمن يخفف عنه ديونه ويهدي له ثمن شراء السماعة التي تعيد تواصله بمن حوله.