عودتني حياتي في الصحراء أن أسير في خطوط مستقيمة ولا ألجأ للطرق الملتوية لأن حياة الصحراء لا تعرف الالتواء و المراوغة رغم أن ظروفها صعبة وتفتق في الذهن ابتكارات للتتغلب علي ما قد يواجهك فجأة من صعاب في دروبها الوعرة.. وتعلمنا في المدارس بأن الخط المستقيم هو أقصر الطرق في الوصول إلي الهدف.. وأن الكلمة الصادقة تصل مباسرة إلي القلب وتجد بها فيه مكاناً.. أما الملاوعة والتحور والتلون والمراوغة فمهما كانت متقنة فإنها زائفة ولذلك سريعاً تنكشف حتي وان طال بها الأمد لبعض الوقت. في اعتقادي أن نظام الرئيس المخلوع كان ينتهج هذا الأسلوب في المراوغة والتدليس والكذب والتضليل.. كان يدعي ويؤمن بشيء ويفعل شيئاً آخر لم يكن أبداً يعنيه شعبه ولم يفكر يوماً في تحقيق ولو نذر قليل من طموحاته.. ألم تكن الديمقراطية في مصر زائفة؟. ألم يكن الاستثمار في بلدنا هشاً واستهلاكياً؟.. ألم تكن التمثيليات الشعبية والبرلمانية مجرد دُمي تسبح في فلك الفرعون الأوحد؟ ألم يفسدوا حتي الطرب فغنوا للحمار؟. ألم يكن الوزراء هم أعضاء في عصابة "علي بابا" لا يهمهم شيئاً ولا يشغل بالهم سوي النهب والسلب وتجميع الثروة بكل الطرق ما عدا الطريق المشروع. أعتقد ومثلي كثيرون بأن القانون مازال يطبق علي البعض ويقف مغلول اليد عند البعض الآخر فرغم مرور سبعة أشهر علي ثورة 25 يناير لم نر تغييراً في السياسات أو محاولة لتحقيق بعض الطموحات.. لم نر طريقاً واحداً مستقيماً لأن الطريق المستقيم لا يحجب رؤية فكل شيء هلامي وضبابي ويحجب الرؤية عن كشف الحقيقة.. الحقيقة التي تئن من كتم أنفاسها حتي أوشكت أن تموت. إن الأوضاع الآن في بلادي تغتال في صدري براعم التفاؤل وتبدل جذور الأمل بيأس وتشاؤم مقيت.. والعلة في ذلك أن المنوط بهم الأمر متباطئون في التعامل مع مطالب مصر ولا أقول مطالب الثوار.. وبدأت الحكومة في انتهاج سلوب في توجيه الاتهامات لبعض القوي السياسية والوطنية الأمر الذي من شأنه أن يفجَّر الوقيعة بين التيارات الوطنية وبالطبع مثل هذه الاتهامات تؤدي إلي الفتن.. والفتن ستقودنا إلي النفق المظلم الذي لن يخدم بي حال من الأحوال مصالح البلاد أو العباد. إن ما يتبع الآن من أساليب إدارة مصر أساليب عقيمة قديمة هي نفس الأساليب التي حكمنا بها الرئيس المخلوع ومازال النهج والأسلوب كما هو لدرجة أن البعض بدا يقول إن مبارك مازال يحكم لتعود الناس علي مناهج حفظوها وتجرعوا مرارتها ولم يشعروا بأنها تغيرت.. نعم لم يتغير شيء.. وخوفي من الفوضي الخلاقة التي تسير إليها البلاد بخطي متسارعة وإلا ما كان قد حدث هذا الانقسام بين أفراد الشعب بين مؤيد ومعارض وهو ما نتج عنه موقعة العباسية اللا أخلاقية والتي أعادتنا إلي ما قبل ثورة يناير بسنوات.. إننا نأمل أن يكون التعامل مع الأمو بشفافية ومصداقية دون تعتيم أو تخوين أو إبطاء نريد مصلحة مصر لا مصلحة ومصالح أفراد.. لأن الأفراد زائلون ومصر الباقية. همسة: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً.... أبشر بطول سلامة يا مربع