توقفت كثيرًا أمام جملة وردت في خلاصة مراجعات الحكومة البريطانية بشأن جماعة الإخوان ومدي اتساق إنكارها ونشاطها بالقانون البريطاني وتهديده للأمن ووقوعه تحت طائلة استراتيجية مكافحة الإرهاب البريطانية.. العبارة هي "نتائج المراجعة تخلص إلي أن الانتماء لجماعة الإخوان أو الارتباط بها أو التأثر بها يعتبر مؤشرًا محتملا للتطرف"!! يا الله هل كل هذا العنف وعمليات الاغتيال والتفجيرات التي شهدتها مصر والمنطقة بل وامتدت إلي فرنسا وأمريكا؟!.. كل هذا يعتبر مؤشرًا محتملاً للتطرف.. هل هذا كلام منطقي يتفق مع تصريح ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي صدر بالتزامن مع نشر التقرير وقال فيه إن حكومته ستكثف مراقبتها بشأن آراء وأنشطة أعضاء الإخوان وأنه يوجد لأقسام من حركة الإخوان علاقات مشبوهة جدًا مع العنف المتطرف فقد كانت كعقيدة وكتنظيم جسر عبر من فوقه بعض من الذين انخرطوا لاحقًا بالعنف والإرهاب.. هذا هو كلام ديفيد كاميرون الذين يستنتج منه ربما لا يدع مجالاً للشك أن من انخرطوا بالعنف والإرهاب عبروا جسر الإخوان.. فهل ذلك مؤشر محتمل للتطرف. تقرير المراجعات تضمن أيضًا أن الحكومة البريطانية أعلنت عن جملة من الإجراءات منها رفض تأشيرات الدخول لأعضاء الإخوان أو المرتبطين بهم ممن لهم تصريحات تؤيد أو تحبذ العنف والتطرف والتأكد من أن المنظمات الخيرية المرتبطة بالإخوان لا تستخدم في تمويل الجماعة.. أما كاميرون فقد أضاف أن بعض أقسام حركة الإخوان لها علاقة ملتبسة جدًا بالتشدد والتطرف الذي يقود إلي العنف.. كل هذا يدخل ضمن المؤشر المحتمل للتطرف.. وأنا لا أعلم بعد كل ذلك ما هي مواصفات المؤشر المؤكد وليس المحتمل للتطرف. أن التقرير البريطاني في وجهة نظري يحتمل سيناريوهين لا ثالث لهما.. الأول المكابرة وعدم الاعتراف الكامل بالخطأ عن احتضان الجماعة الإرهابية التي تولت بريطانيا رعايتها منذ التأسيس عام 1928 في القاهرة وجعلها "لندن" مركزاً عالميًا للجماعة وإنشطتها فجاء هذا التقرير من باب ذر الرماد في العيون..!! السيناريو الثاني: ان التقرير يدخل في إطار "اللعب" وتوجيه التوبيخ لبعض قادة الجماعة الذين خرجوا عن سيناريوهات معينة أو اعتقدوا أنهم خارج السيطرة فإرادت لندن إرسال إشارة لهم تقول "قفوا مكانكم"!! ويبقي سؤال أهم وهو لماذا لم تشهد لندن عمليات إرهابية كتلك التي شهدتها فرنسا رغم أن بريطانيا تشن أيضًا هجمات علي مواقع داعش؟!.. هل داعش تفرق بين بريطانياوفرنسا أم أن الجماعة هي التي تفرق؟!.. ولماذا قررت بريطانيا المشاركة في العمليات ضد داعش؟! هل من أجل إجبارها علي التوجه إلي "ليبيا" للإعداد لعمل كبير ضد مصر؟! وبالمناسبة إذا كانت جميع دول العالم تجتمع في نيويورك وسويسرا والنمسا لوضع حل للأزمة السورية فبماذا نفسر استعدادات دول أخري في العالم لاستقبال ملايين اللاجئين السوريين الذين لن يكونوا في حاجة للهجرة من بلادهم والتوطين في بلاد أخري إذا انتهت الحرب في بلادهم.. هل هذه الخطط يمكن أن تدخل تحت بند "مؤشر محتمل لتقسيم سوريا بل والمنطقة"؟! حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.