يبدو أن الأحزاب والقوي السياسية والحالمون بدخول البرلمان لم يستوعبوا الدرس جيدًا بعد عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولي ما أدي إلي تدني نسبة المشاركة التي لم تزد علي 26% حسب أرقام اللجنة العليا للانتخابات وانخفضت هذه النسبة في بعض الدوائر حتي وصلت إلي 15% وتحدثنا وقتها عن أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة في هذا العرس الديمقراطي وكان أهمها غياب الأحزاب والمرشحين عن الشارع المصري وعدم التلاحم مع المواطنين. المرحلة الثانية للانتخابات التي تنطلق الأسبوع المقبل في 13 محافظة تتسم بالأهمية لأنها تضم العاصمة القاهرة مركز صناعة القرار وعدد مقاعد هذه المرحلة 222 مقعداً للفردي و60 للقوائم نصيب القاهرة وحدها 49 مقعدًا ومن المتوقع مثلما حدث في المرحلة الأولي أن تجري الإعادة في غالبية الدوائر لعدم حصول غالبية المرشحين علي 50 في المائة « واحد من عدد الأصوات الصحيحة. اللافت منذ بدء الدعاية الانتخابية لهذه المرحلة هو غياب المرشحين عن الشارع وسوف أشير هنا إلي دائرتي الانتخابية التي أنتمي إليها وهي مدينة نصر التي تضم 61 مرشحًا يتنافسون علي الفوز بمقعدين وهو عدد كبير دون أدني شك يجعل كلاً من المرشح والناخب في حيرة وقلق مستمرين.. فالمرشحون وأغلبهم وجوه جديدة لم يسبق لهم الترشح من قبل اكتفوا بتعليق لافتاتهم الدعائية في شوارع وميادين الدائرة ولم أشاهد إعلانًا لأحد المرشحين عن عقد مؤتمر جماهيري يتحدث فيه للناخبين عن برنامجه الانتخابي أو أن يمر مرشح في شوارع الدائرة للتحاور مع المواطنين أو يجلس علي إحدي المقاهي والكافتيريات وما أكثرها للتحدث مع الشباب والتلاحم معهم ومناقشة قضاياهم. الناخب أيضًا يجد نفسه في حيرة من أمره.. ينتخب من وهو لا يعرف أحدًا؟! ولماذا يذهب طالما أنه سيجد صعوبة في الاختيار؟! إذن في تلك الحالة سيكون العزوف هو سيد الموقف وهذا ما نخشاه.. انها دعوة أخيرة للمرشحين انزلوا إلي الشوارع والمقاهي والكافتيريات.. اعقدوا مؤتمرات جماهيرية.. تواصلوا مع المواطنين.. اعلنوا عن برنامجكم الانتخابي.. فلافتات الدعاية وحدها لا تكفي!! * كلام وبس: * ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار في الوقت الذي تواجه فيه مصر حربًا اقتصادية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية يؤكد دون أدني شك أن ارتفاع الدولار في الآونة الأخيرة كان غير مبرر وكان السبب فيه شركات الصرافة الإخوانية التي تم إغلاقها.