منذ اليوم الأول لأعمال العنف التي وقعت في سوريا. وقيام ما يسمي بجيش التحرير السوري بالثورة ضد بشار الأسد أعلنت مصر صراحة أن السبيل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي.. وقيام الطرفين بمباحثات تحت اشراف الجامعة العربية للتوصل الي الحل الذي يحفظ لهذا البلد الشقيق وحدته ويحافظ علي أرواح شعبه. وبداية أقول من وجهة نظري إن بقاء بشار الأسد في موقعه كرئيس لسوريا أمر غير مرغوب فيه لأنه اعتلي هذا المنصب بتدبير من والده حافظ الأسد ومن ثم سار علي نهج والده كحاكم ديكتاتوري لهذا البلد. لكن الجانبين السوري الرسمي والثوري لم يستمعا للقائلين بأن الحل يجب أن يكون سياسيا.. واشتعلت نيران الحرب بين الطرفين.. وكان الضحية هو الشعب السوري فمات منهم من مات تحت ضربات القصف من الجانبين وخاصة من جانب بشار الذي كان يلقي عليهم البراميل المحرقة والمتفجرة من الطائرات. وفي وسط هذا الخضم من المعارك دخل تنظيم "داعش" الي سوريا قادما من العراق وبدأ زحفه واستولي علي مناطق عديدة في القطر الشقيق.. وأصبحت الأمور متداخلة بين جيش بشار والجيش الحر والتنظيمات الإرهابية.. ورغم تدخل أمريكا ومعها الدول المتحالفة معها من خلال الطائرات بالتصدي ل "داعش" إلا أن هذا التنظيم الإرهابي واصل احتلاله لأراض جديدة ولم تؤثر فيه هذه الغارات.. وهو الأمر الذي استدعي بشار أن يستنجد بروسيا للقيام بعملياتها ضده بالطائرات والصواريخ مما أدي إلي توقفه وهروب بعض مجنديه عائدين إلي بلادهم. من هنا نحن لم نفهم التصريح الذي أدلي به "مارك تونر" نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي قال فيه : لا نعرف بالقطع طبيعة الموقف المصري. وماذا يقصد المصريون بتصريحاتهم حول "دعم ما يجري في سوريا".. مؤكدا عدم حصولهم من مصر علي أي توضيحات حول الموقف. وكانت الخارجية المصرية قد اعلنت تأييدها للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا ضد داعش علي الرغم من الانتقادات الغربية.. وقال وزير الخارجية سامح شكري إن "المعلومات المتاحة لدينا تشير إلي اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب في سوريا" من جهته أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه إذا كان المسئولون المصريون يقصدون من تصريحاتهم دعم الاستهداف الروسي لمواقع تنظيم "داعش" الإرهابي. فهذا أمر نحن أنفسنا نؤيده. وقال انه لا يستطيع التعليق علي تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي أو المسئولين المصريين مؤكدا أن "القرار يعود لهم ويجب معرفة المزيد من التفاصيل". وأعتقد أن المتحدث باسم الخارجية قد أجاب بالنيابة عن موقف مصر عندما قال إنهم إذا كانوا يقصدون دعم الاستهداف الروسي لتنظيم داعش فهذا أمر نحن أنفسنا نؤيده. ونحن نقول للمسئولين الأمريكيين ولغيرهم إن الإرهاب يتنامي في المنطقة. ومصر تقف له بجيشها وشرطتها في سيناء بالمرصاد. ولا تنفك تقبض وتصفي بعض عناصره الذين يقومون بأعمال وتفجيرات إرهابية داخل مصر. فإذا جاءت دولة جادة مثل روسيا وعاونت شعوب هذه المنطقة بجدية وليس ب "الشو الاعلامي" فلا شك أن هذا الدعم سيكون له تأثيره في دحر الإرهاب. أما حل القضية السورية فمازالت مصر عند موقفها من ضرورة الاتفاق بين الفرقاء علي حل سياسي تحت اشراف الجامعة العربية أو أية أطراف أخري علي أن يتم التوصل إلي حكومة وحدة وطنية وبعدها يرحل بشار الأسد من تلقاء نفسه كما اكدت روسيا أن عليه هو شخصيا وعلي نظرته للأمور أن يرعي مصالح شعب سوريا.. وهذا لن يتأتي الا بتخليه عن الرئاسة طوعا ليترك للشعب اختيار حاكم جديد. وجود روسيا بطائراتها وصواريخها لضرب داعش أمر ضروري ونرحب به.. وتخلي بشار عن الحكم سيحقن البقية الباقية من دماء الشعب السوري الذي قتل وتشرذم في كل بقاع الأرض.