خرج علينا الدكتور سيد عبدالخالق في أكتوبر الماضي بتصريح يعلن فيه إلغاء التحويلات بين الجامعات والكليات بدءاً من العام القادم. بحجة أنه يهدر مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب. ولكنه عاد أول أمس وأقرها من جديد!! الوزير كان يهدد بإلغاء قاعدة "تقليل الاغتراب" وهي إحدي قواعد تنسيق القبول بالجامعات وعن طريقها يستطيع الطالب أن يحول من كلية بعيدة عنه إلي أخري بالقرب منه. أو تحقق رغبته مادام الحد الأدني لمجموعه يسمح بذلك أو بفارق ضئيل من الدرجات. أيضاً. فإنه يعتمد التنسيق علي قاعدتي التوزيع الجغرافي والتوزيع الإقليمي. فالأولي. تلزم الطالب أن يختار جميع الكليات الممكنة من المجموعة "أ" قبل البدء في اختيار نفس الكليات من المجموعة "ب" كما تلزمه باختيار كليات المجموعة "ب" قبل أن يختار نفس الكليات من المجموعة "ج". وبحسب القاعدة فإن الطالب الذي يعيش في القاهرة عليه مثلاً أن يختار كلية الطب في جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان ثم يختار بنها والفيوم وأخيراً بقية جامعات مصر. وأما الأخري فهي قاعدة التوزيع الإقليمي وتنص علي اقتصار قبول الطلاب في بعض الكليات والمعاهد في المنطقة التي تقع بها أولاً. ولا يمكن لغيرهم من خارج الإقليم أن يلتحقوا بها. ولا يجوز التحويل بين تلك الكليات. غير أن القاعدة الثانية تمثل ظلماً وعدواناً علي طلاب المجموعة الأدبية بالأخص وتتناقض مع القاعدة الأولي. فقد وزعت كليات القمة الأدبية وهي الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والألسن والآثار توزيعاً بغيضاً. فطالب القاهرة مثلاً. ليس أمامه سوي الاقتصاد أو الإعلام أو الآثار بجامعة القاهرة. أو الألسن بعين شمس. وليس له حق بالمناظرة لهم في أي محافظة أخري. ففقد بذلك الميزة من قاعدة "التوزيع الجغرافي" التي تتيح له الالتحاق بأي كلية في أي محافظة. وكذلك حُرم من ميزة قاعدة "تقليل الاغتراب" التي تتيح له فرصة التحويل إلي أي كلية مناظرة بالقرب منه. في حين يتمتع بالميزتين زميله طالب المجموعة العلمية أو الرياضية. الذي يريد الالتحاق بالطب أو الهندسة إذ أن عدد أي منهما يزيد عن العشرين كلية. وعلي سبيل الحصر والمقارنة. نجد أن كليات القمة الأدبية محصورة بين ثلاث جامعات أو أربع. فهناك ثلاث للاقتصاد بالقاهرة والإسكندرية وبني سويف وكذلك ثلاث للإعلام بالقاهرة وبني سويف وجنوب الوادي وأربع للآثار بالقاهرة والفيوم وأسوان وجنوب الوادي واثنتان فقط للألسن واحدة بعين شمس والأخري بالمنيا. وإذا كان المجلس الأعلي للجامعات في اجتماعه الأخير. قد وافق علي القبول بكليات العلاج الطبيعي والفنون التطبيقية والفنون الجميلة والآثار بنظام التوزيع الجغرافي. فعليه تطبيق ذلك أيضا علي كليات الاقتصاد والاعلام والألسن. احقاقا للحق وطلباً للعدل.