"المساء" تكشف بالمستندات

الفساد في "المقاولون العرب" وهيئة الطرق

وقائع فساد جديدة تكشفها "المساء" اليوم كان أبطالها بعض المهندسين في شركة المقاولون العرب وهيئة الطرق والكباري.. حيث استغل هؤلاء المهندسون إشرافهم علي رصف طريق القاهرة الفيوم الصحراوي وقاموا بالتلاعب في الطرق المرصوفة من حيث الأطوال والمواصفات الفنية للاستيلاء علي ملايين الجنيهات.
الحكاية تبدأ من المهندس محمد حسنين صديق مدير المعمل المسئول عن رصف طريق القاهرة الفيوم الصحراوي بشركة المقاولون العرب الذي قام بالتلاعب في حجم انتاج الرصف اليومي والذي لا يتعدي في العادة 50 إلي 200 متر في أحسن الاحوال في حارة واحدة للطريق ولأنه طبقاً للقواعد لا يجوز رصف كامل لطريق "3 حارات" في يوم واحد لأسباب فنية خاصة بالربط بين الحارات.
الغريب بل والمضحك أن المهندس الاستشاري للمشروع "محرم باخوم" لم يوقع بالتسليم ولكن الذي وقع بدلاً منه أحد مهندسي المقاولون العرب "الجهة المنفذة" وهو المهندس أشرف همام المشرف علي معامل الطرق السريعة.
بعد اكتشاف وقائع التلاعب قام المسئولون بنقل بعض القيادات بدلاً من محاسبتهم وكأنهم يساعدونهم علي الإفلات بجريمتهم.
والمستندات المنشورة مع الموضوع توضح تلاعب المهندسين في أطوال الطرق التي يتم رصفها يومياً "بالقلم الرصاص" ونسخة سليمة بتوقيع المهندس محمد حسنين صديق ثم نسخة اخري بعد التعديل من توقيع نفس المهندس وبها التلاعب في الأرقام وبها توقيع المهندس المسئول من قبل هيئة الطرق والكباري "الجهة المالكة" وهو المسئول عن مشروع الفيوم الصحراوي ويدعي المهندس هشام الذي وقع بالاستلام.
ومن واقع المستندات سنقدم لكم بعض الوقائع التي تظهر مدي التلاعب.. ففي يوم 7 ديسمبر 2014 تم رصف المسافة من الكيلو 28 و810 أمتار حتي الكيلو 28 و860 متراً مما يعني أنه تم رصف 50 متراً فقط وبعد التلاعب اصبحت الأرقام من 28.860 إلي 29.120 مما يعني أنه تم رصف حوالي 260 متراً.
وفي اليوم التالي الموافق 8 من ديسمبر 2014 كانت الأطوال التي تم رصفها قبل التعديل من الكيلو 28 و670 متراً حتي الكيلو 810.28 أمتار بطول 140 متراً فقط وبعد التعديل صارت من 28.670 إلي 28.860 حيث تم اضافة 50 متراً إضافية لتصبح 190 متراً.
هذا بخلاف المواصفات الفنية للمشروع حيث كانت كلها خارج المعايير الخاصة بالطرق من حيث ارتفاع حجم الرصف علي الطريق "السمك" ووجود شروخ سطحية طوليه وعرضية و"تخدودات" وهي خاصة بسطح الاسفلت.. بخلاف التلاعب في كمية "البوتامين" في الخلطة والبوتامين هو بمثابة الأسمنت في أعمال الخرسانة ولو زادت نسبته علي 4% أو قلت يؤثر علي مستوي الرصف.
زيادة "البوتامين" تؤدي إلي رصف طبقات الأسفلت ونقصة يؤدي إلي تشرخات وشقوق "تمساحية". الغريب أن هذه الوقائع تخرج من المقاولون العرب الشركة التي خرج منها رئيس الوزراء إبراهيم محلب والذي يبذل جهوداً جبارة لمحاربة الفساد.