نختلف بشدة مع الذين يرفضون قيام قواتنا المسلحة بشن هجمات علي تنظيم داعش في ليبيا اعتقاداً منهم أن الرئيس وقع في فخ نصبه له أعداء الوطن الذين يريدون جر الجيش المصري في حرب خارجية ليضعفوا من قوته وتنصرف الأنظار عن سيناء حتي يعيثوا فيها فساداً ويرتبوا أوراقهم بعد الضربات المتلاحقة التي تشنها قواتنا عليهم ليل نهار. لاشك أن قيام قواتنا المسلحة بضرب هذا التنظيم الإرهابي في التو واللحظة أعاد لنا كمصريين كرامتنا لأن الحرب علي الإرهاب لا تتجزأ سواء كانت ضد أنصار بيت المقدس في سيناء أو داعش في ليبيا أو المأجورين في الداخل الذين يزرعون القنابل في كل مكان لكي يشتتوا أفكار قواتنا.. ولكن جاءت الضربة بحنكة بالغة خاصة بعدما سبقتها كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في منتصف ليل الحادث عندما توعد بالرد في الوقت المناسب ولم نتوقع أن يكون هذا الرد سريعاً وحاسما بهذه الدرجة. العالم كله يعرف أن مصر لم تكن تريد التورط في حرب خارجية ولكن التنظيم الإرهابي فرض علينا أن نقتحم هذه الحرب وكان لابد لنا أن نرد بقوة حتي نحافظ علي هيبة الدولة ومن هنا فإننا نريدها أن تستمر ولا تنتهي إلا بعد القضاء نهائياً علي الإرهاب وتصفيته في المنطقة وألا تكون طلعات انتقامية مؤقتة فقط. إن مصر لم تخترق حدود دولة أو تنتهك القانون الدولي كما أعلنت الجزيرة وأمثالها لأن الضربات الجوية تمت بالتنسيق مع الجيش الليبي وباركتها الحكومة في طرابلس التي أمدت قواتنا بأماكن التنظيم الإرهابي ومخازن أسلحته حتي يتم ضربها كما أن المتحدث باسم الجيش الليبي طالب القوات المسلحة المصرية بالاستمرار في توجيه الضربات حتي يتم تطهير ليبيا من هؤلاء المجرمين المرتزقة. نتمني أن تكون مصر وفرنسا وإيطاليا تحالفاً دوليا لمحارية الإرهاب الأسود في منطقة الشرق الأوسط لأن أمريكا مشغولة بفرض هيمنتها وإرضاء غرورها لدرجة أن البنتاجون يعتب علي القوات المصرية الدخول في حرب مع إرهابي ليبيا دون التنسيق مع الولاياتالمتحدة.. كما نتمني أن يكف إعلامنا الذي يخاطب نفسه فقط عن عرض فيديو ذبح الضحايا المصريين لأنه يخدم مخططات الإرهابيين ويعد بمثابة شن حرب نفسية علي المشاهدين العرب فكل مشهد في الفيديو الذي تم تصويره له أكثر من مغزي والهدف معروف وهو بث الرعب والخوف لدي أبناء الشعب المصري للخروج علي النظام في الوقت الذي يجب فيه الوقوف يجانب الجيش ومؤازرة القائد للخروج من هذه المحنة العصيبة. إشارة حمراء سؤال نوجهه للمسئولين لماذا لا تخصص الدولة فضائية علي غرار الجزيرة التي لم تكلفها أكثر من 500 مليون جنيه علي أقصي تقدير كما أعلن ذلك أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق لتكون المتحدث الرسمي باسم العرب في الخارج الذي يستقي معلوماته من القناة القطرية فقط؟.. هل يستجيب المسئولون.. نتمني؟!