تحولت منطقة دربالة بحي أول المنتزه. قلب الإسكندرية إلي بطنية جديدة بعد أن أصبحت وكراً لمروجي المخدرات والمدمنين. وبات سكانها يعانون من غياب الأمن. والأمان بالاضافة إلي نقص الخدمات والعشوائية التي تضرب كافة انحاء المنطقة. من تراكم مياه الصرف الصحي في الشوارع. وانتشار اسطبلات الخيل والحمير. والبناء العشوائي. وتحولت المنطقة إلي "مفرخة" للمواقف العشوائية في كافة أنحاء المدينة بالاضافة إلي تصدير البلطجية. وتأجيرهم وبات من الصعب خروج الفتيات من البيوت ليلا. فتجار المخدرات ينتشرون من بعد العصر في الشوارع ليبدأوا عملهم. في حراسة الناضورجية المتمركزين علي نصايات الشوارع. وفوق أسطح المنازل وتحولت المنطقة إلي قبلة للخارجين علي القانون والمدمنين بالرغم من ملاصقتها لقسم شرطة المنتزة. وصورت "المساء" الموقف في دربالة وقت الظهيرة ووسط ترقب شديد. تتلفت عيناه يميناً ويساراً. ممتنعاً عن ذكر اسمه. قال شاب في الثلاثين من عمره موظف "دربالة" أصبحت سيئة السمعة. البودرجية وأصحاب البرشام والحشيش في المنطقة. وبناتنا تطلع ولا تدخل من البيت وحدها نضطر لتوصيلهم للمدارس في الصبح بدري حيث أن البلطجية يكونوا متواجدين في الشوارع وبالرغم من ذلك نسمع معاكسات بناتنا وهم ماشيين جنبنا.. أضاف أن هؤلاء لا يرضي أحدا أنا لو معايا فلوس كنت اشتريت شقة في أي مكان تاني. وبالرغم من كده عرضت شقتي للبيع ومحدش سأل عليها. غير تجار المخدرات اللي عاوزين يشتروها بنص التمن. يقول محمود. ع انه كلما جاءت حملة شرطة وقبضت علي بعض محدثي التجارة من تجار البرشام والأبر الذين لا يأمنون تجارتهم بالناضورجية. نجدهم لا يقضون إلا أسابيع - أو شهوراً علي الأكثر - في السجن ثم يخرجون عبدها. وسط مباركة زملائهم في المنطقة. هكذا علق حسين. ص محامي من منطقة فيكتروريا الملاصقة لدربالة. وفجر المحامي مفاجأة من العيار الثقيل. حول انتشار الدعارة "الببيتي"بين زوجات التجار المحكوم عليهم بأحجكام رادعة وبين أقرانه من الطلقاء. وعلل علي ذلك قائلا "عندما كنت في زيارة لاحد المتهمين من أهالي المنطقة والمقبوض عليه في قضية مخدرات. أثناء حبسه احتياطيا لمناقشته في دفوع القضية. وكانت بصحبتهي زوجته. فسمعته يحادثها بكلمات وجمل لم افهمها مثل "سيبي باب الأوضة" "الغرفة" مفتوح واقفلي الدولاب. فردت عليه بإمائة برأسها. فحاولت معرفة معني الكلام من الزوجة الصغيرة التي تعول طفلين. فرفضت. ولم اترك الأمر يعدي مرور الكرام. فسألت بعض التائبين من تجار المخدرات والبلطجة. فكانت الصدمة. بأن معني هذه الكلمات هو ممارستها للدعارة علي نطاق ضيق. مع ا شخاص محدوده. وغلق الدولاب هو منع الحمل. وذلك للانفاق علي أسرتها. تحدثت بصوت خافت. طفلة في الاعدادي "أنا مابقدرش أروح الدرس لوحدي.. لازم بابا بيجي معايا" تعود هذه التلميذة من درسها بعد المغرب ولكن والديها لا يأمنان عليها العودة وحدها. فالمدمنون ينشطون في ذلك الوقت. وقد يكون أحدهم خارج وعيه" ويتعدي عليها". بصوت يملؤه الألم تحدث عجوز عن إحدي ا لمرات التي كان الشباب يوزعون فيها "البرشام" علي باب المسجد. فخرج المصلون إليهم وطلبوا منهم الابتعاد من أمام المسجد مراعاة لحرمة المكان. فنشبت "خناقة" بين المدمنين والمصلين. انتهت بشتائم و"سب الدين". لذلك لا يستطيع أحد من سكان المنطقة الوقوف في وجوههم. قال محمد جلال مهندس "الحل الأمني ليس كافياً. فلابد من عمل مشروعات اقتصادية صغيرة لشباب المنطقة وفتح باب الرزق أمامهم حتي لا يعودوا مرة أخري للإتجار والإدمان وتنظيم حملات توعية بين الأهالي. ولن يحدث هذا بجهود فردية. بل لابد أن تقوم كل من وزارات الإعلام والأوقاف والتضامن الاجتماعي والداخلية بدورها. والمشكلة أن الشرطة أصبحت مثقلة بفعل انتشار الإرهاب والتفجيرات إلي جانب دورها في حماية الأمن العام. ومكافحة التطرف. وعدم تفرغها بالشكل الكافي للشق الجنائي. أكد محمود عيد "أن شوارع المنطقة تعاني من انسداد مواسير الصرف الصحي الذي يؤدي إلي انفجار المياه في الشوارع. حيث لا نستطيع عبور الشوارع. كما تنتظر الحشرات والقوارض التي تسببت في نشر أمراض الصدر والرئة بين الأهالي. أضاف تقدمنا بعدة شكاوي إلي المسئولين بشركة الصرف الصحي وقاموا بتسليك البلاعات المسدودة فقط. وشفط المياه الموجودة في الشوارع. ولم يستمر هذا العلاج سوي بضعة ساعات حيث غرقت مرة أخري الشوارع بمياه الصرف. وأشار أحمد عبداللطيف من سكان المنطقة - إلي أن سبب المشكلة هو صغر مواسير الصرف الرئيسية. وأن عدد السكان في تضاعف مستمر في المنطقة. ولن يتم حل المشكلة إلا بعد تغيير المواسير. أو إنشاء شبكة صرف صحي في المنطقة.