في يوم مولد الهادي البشير يتجدد الحنين لسيرته العطرة وسنته المشرفة وما أبلغ عبارات الدكتورة "بنت الشاطئ" وهي تستهل كتابها الشهير "بنات النبي" وتقول : "تمضي القرون والأدهار وشخصية محمد صلي الله عليه وسلم موضع اهتمام الكُتاب والدارسين علي اختلاف نحلهم وشتي مذاهبهم يجدون فيها المادة الخصبة للدراسة الجيدة أبداً ويلتمسون لديها ما يجلو أسرار العظمة الإنسانية. كما تمثلت في بشر رسول بهر الدنيا وضع التاريخ وإنه ليأكل الطعام ويمشي في الأسواق ذلك لأن الإنسانية علي كثرة من عرفت في تاريخها الطويل ستظل أبد الدهر ترنو إلي هذا النبي العربي الذي لم يحاول قط أن يبرأ من بشريته بل اعترف بها في صراحة جُهيرة معلنة.. وتمضي الكاتبة لتوضح إصراره علي تقريره ببشرية الأنبياء مستشهدة بآيات عديدة من القرآن منها : "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إليًّ انما إلهكم إله واحد". في يوم مولده في الثاني عشر من شهر ربيع الأول يتلهف المسلمون من كل أرجاء المعمورة من أجل الفوز بعمرة مقبولة اقتداء بهديه : "العُمرة إلي العُمرة كفارة لما بينهما".. إلي آخر الحديث. لقد علّمنا الحبيب المصطفي كيف يكون الدعاء للمولي عز وجل؟ .. يقول : "اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".. وعلمنا صلوات الله عليه وسلامه بماذا ندعو حينما يشتد الكرب فعلينا أن نقول "اللهم اني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك.. وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".. وحين سُئل المصطفي عن أسباب عدم الاستجابة قال : "ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة. واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء قلب غافل لاه".. وعند التوكل نلتزم بهاتين القاعدتين : "احرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز". وسنظل ننهل من سنته المطهرة ونقتفي أثرها حتي يرث الله الأرض ومن عليها فأرشدنا الحبيب المصطفي إلي كيفية دفع الضر عنا فقط علينا أن نتناول صباح كل يوم سبع تمرات ولن يمسنا سم أو سحر.. وحين سئل عن "الطيرة" وغيرها من صور التشاؤم أجاب : "لا عدوي ولا طيرة وأحبُ الفأل الصالح".. وزاد الحبيب بقوله : من ردته الطيرة عن حاجة فقد اشرك" قالوا : يا رسول الله وما كفارة ذلك؟.. قال أن يقول أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك". ولا يزال صوت "النقشبندي" يصدح في حب الرسول حتي صرنا نردد تلك الأبيات عن ظهر قلب : لما بدا في الأفق نور محمد كالبدر في الاشراق عند كماله نشر السلام علي البرية كلها وأعاد فيها الأمن بعد زواله. صلاة وسلاما عليك يا رسول الله في يوم ميلادك..