صدر للشاعرة مريم توفيق ديوان شعر بالعامية المصرية بعنوان "مجرد حلم بالخضرة" يتبين للقراءة منذ قراءة العنوان ورؤية الغلاف أن عناصر الطبيعة تلعب دوراً أساسياً في هذا العمل الأدبي يحتوي الديوان علي 92 قصيدة لأحظ استخدام بعض الأمثال أو المقولات الشعبية كعناوين ومنها علي سبيل الذكر "من خاف سلم" و"ماعاش كل اللي يكرهوك" كما أن بعض القصائد لأماكن بعينها مثل "مصر". "القدس في قلوبنا" و"يا نيل" و"المنصورة" لغة الشعر سلسلة وبسيطة حتي أن بعض القصائد تصلح للغناء ومنها الكلام عنك وبس وبكرة هثبت لك الأيام ويا ناس بحب والمرسي والوادي ومسافرة عبر فصول مختلفة من تاريخ مصر تنسج الشاعرة لوحة متكاملة لمصر بين الماضي والحاضر والمستقبل. ففي أول قائد الديوان وكنا صغار تستخدم الشاعرة عناصر الطبيعة المتمثلة في النيل وأشجار التوت والصفصاف لترمز إلي المصر فتخلق بتلك الأدوات البسيطة الجو المصري التقليدي ببساطته وصفائه.. وهذه القصيدة ترسم الترابط بين شقي الأمة من مسلمين ومسيحيين فتتلاعب الشاعرة بالأسماء "مريم سكينة هيلانة صابرين" لتشير إلي التآخي بين الشقين ويصبح نهر النيل الشاهد الأساسي علي تغيير الأزمان وتبدد أحلام الطفولة البريئة. في قصيدة "مجرد حلم بالخضرة" تظهر الباحثة وكأنها باحثة عن الحبيب وكأنه الوحيد القادر علي مساعدتها علي تخطي الوحدة. هذا الحبيب الغامض القادر علي تغيير الفصول فيصبح ميعاد جبه أقرب إلي ربيع دائم ينبت الأشجار والورود ويبدد الحيرة والألم. مجرد حلم بالخضرة ترمز إلي ظمأ الإنسان المعاصر وحاجته الملحة للحب غير أن الشاعرة عمدت إلي التعبير عن مكونات سريرتها بلغة سهلة وبسيطة دونما اللجوء إلي نبرة ميلودراما عالية. أما قصيدة "عدينا" فهي تمثل لوحة شعبية بسيطة عن نصر أكتوبر العظيم وعبور القناة والمراحل التي مرت بها من مصر من النكسة إلي النصر وبخاصة المعارك الفاصلة مثل رأس العش وإغراق إيلات وتعود الشاعرة مرت أخري من خلال هذه اللوحة لتذكيرنا أن النصر صنع بأيد مصرية مسلمة ومسيحية "حسين - جرجس. شرقاوي - بطرس" لتنهي القصيدة والديوان بأبيات متلألئة من الشعر العامي: وفي رمضان في أكتوبر رجع لك يا حبيبتي النصر بيرفع في الوجود صوتك وبيقول لك تعيشي يا مصر د.حسام عقل