هل يتحكم أكبر مستورد في العالم في اسعار القمح في البورصات العالمية؟ الأجابة بالطبع نعم إلا أن الواقع يشير إلي أن مصر وهي أكبر مستورد لهذه السلعة الاستراتيجية ليس لها أي دور في تحديد الاسعار العالمية. مفاجأة فجرها خالد حنفي وزير التموين علي هامش مؤتمر اتحاد الغرف التجارية بالإسكندرية أول أمس المعني باقامة مراكز لوجيستية للنقل والتخزين. اوضح أنه من المستغرب ألا يكون لمصر تأثير في سوق الأغذية العالمية وهي اكبر مستورد للقمح في العالم فيما يتعلق بالسعر أو الشروط الفنية بل يتم التعامل معنا بمعاملة المستورد الصغير في السوق العالمي بسبب افتقادنا لإنشاء مشاريع للوجيستية وموانيء للتخزين وسلاسل الإمداد. اضاف أن الفترة القادمة ستشهد اقامة منطقة للقيمة المضافة فيما يتعلق بالقمح أو زيت الطعام. حيث نستورد 95% من زيت الطعام من الخارج وأن تلك المنطقة ستوفر التكلفة الاستيرادية وتشجع علي اقامة مشاريع جديدة. اوضح الوزير ان التحدي الكبير الذي يضعه امامه هو وضع مصر في مصاف الدول التي تتمتع بصناعات لوجيستية وخدمات للامداد منوهاً إلي أن مشروع دمياط للوجستي لن يكون اخر المشاريع اللوجيستية التي ستطرحها مصر خلال الفترة القادمة. لافتاً إلي أننا نسابق الزمن لتعويض 50 سنة مضت دون أن تتقدم مصر خطوة للامام مضيفاً أن اختيار ميناء دمياط لتنفيذ أكبرمشروع للتخزين والامدادات بمصر جاء لارتباط الميناء بشبكات النقل البحري والنهري والطرق الدولية بالاضافة إلي ارتباطه بالنيل. أكد وزير التموين أنه حصل علي وعود علي تنازل الجانب الإيطالي عن 45 مليون يورو من ديونه لدي الجانب المصري "حوالي 500 مليون جنيه" في اطار مشروعات مبادلة الديون بين الدولتين وتخصيصها في مشروع مرتبط بهذه الصناعات لتعويض النقص الحاد لدينا في وجود مراكز لوجيستية. وطالب أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية حكومات منطقة الأورومتوسطي بفتح باب التجارة بين دول المنطقة بنطاق اوسع. وازلال كل العقبات التي تحول دون زيادة حجم التبادل التجاري بين تلك المنطقة. بالاضافة إلي ضرورة ابرام اتفاقية التجارة الحرة بين بلدان المنطقة. لافتاً إلي أن الحكومة المصرية تدعو دول المنطقة إلي ضخ استثماراتهم اللوجيستية بالمشروعات القومية منها محور قناة السويس. واشار إلي أن مصر بعلاقاتها التجارية والتي تخدم من موقعها المتميز سوقا يضم 1.6 مليار مستهلك حالياً للحبوب حول العالم لا تستفيد من الموقع المميز لها. مشيرا إلي ضرورة وضع ذلك الأمر للتحرك إلي الأمام وإنشاء أكبر مخزن للحبوب في مصر وتوفير السيولة اللازمة للتحكم في السوق الغلال العالمي. قال ماوريزيو ماساري السفير الايطالي بالقاهرة إن مصر وايطاليا تتعاونان في تفعيل مشروعات تخدم البلدين من بينها ما يتعلق بالنقل واللوجيستيات في اوروبا خاصة وأن هناك تعاونا بين مصر وايطاليا لنقل الخبرات التكنولوجيا مما سيحسن المنتجات الزراعية ويجعلها اكثر جودة وصحية بالمناطق الريفية المصرية. ضرب السفير مثلاً بفرص التعاون في مجال الحزام الاخضر والذي يمكن المصدرين المصريين من الدخول للأسواق الأوروبية من خلال ايطاليا لافتاً إلي أن تلك المبادرة ستؤدي إلي زيادة تنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق.