"ماما نونا" امرأة تعمل في مجال تسهيل أعمال الرذيلة.. وبالرغم من كونها في السبعينات من عمرها وليس لديها أبناء الا انها جعلت من العمل في مجال ممارسة الرذيلة شغل حياتها بأكملها تدير من خلالها ثلاث شقق بالعقار الذي تقطن فيه وتستعين بسماسرة لاختيار الفتيات وتدربهن.. والأهم من ذلك انها تخفي جميع أموالها فلا أحد يعلم أين أخفت حصيلة سنوات عمرها من العمل في اذارة نشاطها وذلك لحرصها الشديد وخوفها علي حياتها من خيانة احدي فتياتها. والبداية كانت بمعلومات وردت الي العميد شريف عبدالحميد مدير مباحث الاسكندرية حول ذياع صيت "نس. أ. م" "71 سنة" بمنطقة سيدي جابر وان الزبائن يطلقون عليها "ماما نونا" لحرصها علي الجلوس مع الزبائن والتحدث معهم وتناول الطعام بل واعداده لهم بالاضافة الي حبها وحرصها علي الفتيات القادمات اليها واستضافتهن في شقة خاصة بهم واعطائهن الحرية في التحرك بل والتوجه معهن لشراء الملابس الداخلية وقمصان النوم وكل ما يلزم جو الاثارة لجلب الزبائن. ومن هنا بدأت مفاجآت تحريات فريق البحث برئاسة العقيد شريف التلاواني رئيس مباحث الآداب ويضم الرائد تامر زغلول حيث تبين ان "ماما نونا" لديها ثلاث شقق بالعقار الذي تقطنه بالثالث والخامس والتاسع ونظرا لأن العقار قريب من محطة قطار سيدي جابر مما جعل الوصول اليها من قبل الزبائن من جميع المحافظات به سهولة ويسر طوال الأربع والعشرين ساعة دون توقف. الأغرب ان "ماما نونا" تستعين بمديرة للشقق الثلاث "ع. أ" "41 سنة" مسجلة آداب وآخرها حكم غيابي بالسجن ستة أشهر وكفالة "50 جنيها" في قضية دعارة منذ عامين وتحصل "العجوز" علي "200 جنيه من الزبون" منهم "50 جنيها" لمساعدتها وفي حالة ممارسة المساعدة للدعارة لعدم توافر الفتيات أو لطلب الزبون لها فانها تحصل علي "مائة جنيه". دور المساعدة الخاصة لها متعدد الجوانب فهي تقوم بالاتفاق مع سماسرة بالمحافظات لاستقطاب الفتيات الهاربات من أسرهم أو ممن لهن نشاط في تجارة الهوي ويحصل السمسار علي مبالغ متفاوتة من "500 الي ألف جنيه" عن كل فتاة يجلبها حسب امكانيات الفتاة ومعاينة "العجوز" ومساعدتها لها من حيث الجمال والرشاقة والصحة حتي انها تحرص علي معاينة أسنان وفم كل "فتاة" لرغبتها في تقديم الأفضل لكل زبون.. لتبدأ رحلة التدريب لحديثات العهد بالمهنة علي يد المساعدة من أساليب الغزل وجذب الرجال لفنون وكر الهوي والجديد فيها وكيفية جعل الرجل يدفع أكثر مما هو متفق عليه سواء للفتاة أو لتناول المنشطات والخمور والمخدرات ولتناول الطعام وكله متوفر وله حساب مختلف. لعل أغرب ما كشفته التحريات عن كون "ماما نونا" غير معلوم عنها ما اذا كانت قد تزوجت أو لديها أبناء فهي تعيش لادارة أوكارها وتحقيق الأرباح والأغرب انها تخفي أموالها وأرباحها من ايراد ثلاث شقق تعمل طوال اليوم في أماكن لا يعلمها أحد لحرصها الشديد سواء من أن يتم ضبطها أو قتلها وسرقتها علي يد فتياتها. كشفت التحريات عن مفاجأة أخري حينما تبين ان عدد كبير من فتياتها يعملن بمجال التدريس بدمنهور ومن أسر محترمة ولهن وضعهن كمدرسات ولكنهن عاشقات لسهرات المتعة والهوي دون كشف أمرهن وبالطبع كل فتاة تحقق أرباحا يومية تترواح ما بين "300 الي 500 جنيه" حسب طاقتها في العطاء اليومي وقدرتها علي استقبال الرجال وكلما عملت حصلت علي مقابل جهدها وشطارتها في الحصول علي مبالغ أكبر من الزبون حسب رضاه عن سهرته معها بعد أن تحصل هي علي حقها وحق مساعدتها. أما الأظرف فهي احدي فتيات وكر الهوي التي تبين انها مسجلة في قضية "سرقة بالاكراه" وتحت المراقبة بقسم دمنهور وتدعي "ن. ع" "25 سنة" فتحضر يوميا لممارسة الرذيلة وتعود بالأموال ليلا لتقضي فترة مراقبتها بالقسم حتي الصباح لتعود للاسكندرية لممارسة نشاطها. كما كشفت التحريات ان معاملة "العجوز" للفتيات والاستماع لأسرارهن وشكاواهن جعلت الفتيات يجذبن آخريات طمعا في حنان الأم والمكسب السريع والأمان. في كمين مفاجيء علي شقة "نونا" تم ضبطها ومساعدتها في احدي الشقق وفي الشقة الثانية تم ضبط "مدرسة" ومعها صاحب مكتب سفريات و"ن. ع" "مسجلة" ومعها "أ. أ" في وضع تلبس ومبلغ "1500 جنيه" وكميات من الخمور والمنشطات.. فتحرر محضر بالواقعة وتمت احالة المتهمتان الي النيابة للتحقيق.