هل تصدق أن هناك عملية سلام برعاية أمريكا وأن حل الدولتين مشروع حقيقي لإحلال السلام ومنح الفلسطينيين حقهم في الدولة المستقلة؟! عملية السلام هي أكبر غطاء استراتيجي وأعظم كذبة وخدعة لتمرير المؤامرة الأمريكية.. وتتحول في كثير من الاحيان إلي أدوات المكياج التي تستعين بها أمريكا في تحسين صورتها عقب كل مؤامرة أو في أثناء تمرير تلك المؤامرة.. وإذا أردت أن تتأكد فما عليك إلا أن تدقق النظر في تاريخ أمريكا ودورها في المنطقة.. فهي الدولة العظمي الراعية للإرهاب والممارسة له.. وهي من تزود التنظيمات الارهابية بالأفكار والمال والسلاح والخطط وتوقيتات التنفيذ وأماكنها ثم تدعي أنها تحارب الإرهاب!! أمريكا هي التي ادعت كذباً أن صدام علي علاقة بتنظيم القاعدة الذي تربطها به علاقات متينة ووثيقة.. وهي من قررت غزو العراق بزعم امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل وهي التهمة التي ثبت عدم صحتها.. وضاع العراق وتفتت وحدته وتماسكه بسبب المؤامرة والخدعة الأمريكية!! أمريكا بمساعدة بريطانيا خدعت العالم أجمع عندما لفقت تفجير طائرة بأن أمريكان فوق لوكيربي باسكتلندا إلي القذافي ونظامه.. وظل العالم يعيش هذه الخدعة طويلاً إلي أن اعترفت المخابرات البريطانية أن نظام القذافي والمقراحي كان بريئا من هذه القضية التي ابتزوا من خلالها القذافي وحصلوا علي تعويضات غير مستحقة لأهالي الضحايا تجاوزت أربعة مليارات من الدولارات. يعني مسألة وجود جريمة وايجاد كبش فداء لها غاية في البساطة لتمرير المؤامرات الغربية وللضغط علي الأنظمة العربية.. وعلي المتضرر أن يلعق الحذاء ويسترضي من لا يمكن استرضاؤه.. وقد فعلها صدام ولم يشفع له.. وحاول القذافي حتي كاد أن ينزع عن نفسه ثيابه بعد أن تخلي طواعية عن برنامجه النووي لكن لم يكن يدرك أن تجريد الدولة من قوتها إنما هو لتسهيل المهمة فقط وليس لمنع المخطط!! ليس عليك إلا أن تنظر إلي العراق بعد مرور أحد عشر عاماً علي الغزو واعدام صدام وزوال دولته.. ثم انظر إلي ليبيا بعد تدخل الغرب واغتيال القذافي وانهاء دولته!! أيهما أفضل: دولة آمنة مستقرة في ظل ديكتاتور أم فوضي عارمة في غياب الدولة والمؤسسات تراق فيها الدماء؟! الإجابة شأن ليبي وعراقي وسوري.. وليس من شأننا!!