لعنة الحب أصابتني أم قلة خبرتي أم ماذا حدث لا أعلم.. احببته بجنون عشقته ولما لا وهو كان يجيد الكلام بل ان عمله كان الكلام والإقناع.. شاب في مقتبل العمر يعمل بالتسويق والمبيعات.. بهرني بأسلوبه وتركت له نفسي يفعل بي ما يشاء. تكلمنا عن كل شئ عن مستقبلنا.. عش الزوجية.. أسماء الأطفال وحتي مكان شهر العسل حددناه معاً.. وكان هو أول حب في حياتي أما أنا فكنت الثانية في حياته بعد أن مر بتجربة ارتباط فاشلة وحكي لي عنها بكل دقة وشرح لي المشكلات التي حدثت حتي نتفادها في حياتنا. عن نفسي كنت أسمع كثيراً عن الحب ولكن عندما تذوقته اكتشفت أن من يسمع غير من يعيش التجربة بنفسه.. حياة رومانسية حالمة فيها أجمل الأحاسيس وأرق المشاعر فهل كل ذلك كان وهماً أم أنني تعرضت لعملية نصب بعد أن صدقت كل كلمة ينطق بها؟؟ بدأت الأزمة عندما اقترب الموعد الذي حددناه ليتقدم لي ففوجئت بتراجع منه غير معلن ولكني اكتشفته من تصرفاته.. عدم لهف علي اللقاءات.. موبايل مغلق باستمرار مسجات لا يرد عليها ودائماً الحجة الجاهزة "مشغول مشغول" لم أجد إلا التماس الأعذار رغم احساسي بالغدر ثم كانت النهاية التي توقعتها وتجاهلتها بغباء.. بكل بساطة أخبرني أنه تعرض لأزمة مادية عنيفة نتيجة الكساد في سوق العمل رغم أنه يمتلك شقة في مكان متميز وعربية أحدث موديل كما أنني وهو من أسر غنية لكنه أخبرني بأنه يريد الاعتماد علي نفسه في زواجه. لم أفهم هل كلامه كان مؤشراً علي انسحابه أم رغبة في كسب مهلة إضافية لكني فوجئت بخبر ارتباطه أو عودته لخطيبته السابقة عرفت ذلك من صفحة علي "فيس بوك".. لم اصدق.. كلمته اعتذر وحاول أن يفهمني أن الخطوبة تمت دون ارادته وبضغط من والده. لا أفهم لماذا فعل ذلك معي أشعر بالغيظ.. أعيش مصدومة لا أصدق هذه النهاية هل ذنبي أنني وثقت به؟ مازلت أحبه وأتمني عودته وأعلم أن ذلك لن يحدث.. لا افهم شيئا مذهولة هل أخطأت هل استغلني ليغيظ خطيبته السابقة هل أحبني يوماً؟ حيرة وغضب وانكسار واسئلة بلا إجابات. ر . ص التجمع الخامس كما قلت بنفسك اسئلة بلا اجابات ولو جاريتك في البحث عن أسباب ما حدث واستمررنا في فرض الفروض فسوف نظل ندور داخل حلقة مفرغة لا نهاية لها.. أما الكلام العملي المباشر فيبدأ بأنك أخطأتي خطأ كبيراً وتدفعين الآن ثمن تهورك أو قلة خبرتك أو سذاجتك وعدم حرصك علي نفسك أو كل ما سبق!! اندفعت في حبك بلا تفكير بل وفتحتي علي الرابع مع بائع كلام الحب فوقفت أمامه كالتلميذة مكتفية بالتصديق علي كل كلمة يقولها منبهرة بلا ذرة تفكير واحدة لم تفكري مثلاً لماذا وهو غارق في حبك كما يدعي لماذا لم يتقدم إليك مباشرة بلا تأجيل لا داعي له. الشقة موجودة والأمور ميسرة ومكان شهر العسل تحدد والأسماء اطلقتموها علي أولاد المستقبل فلماذا التأخير ولماذا الانتظار.. اسئلة لو منحت نفسك فرصة وفكرت فيها لاكتشفتي حقيقة النصب التي تتعرضين لها وأنت تظنين أنك تسبحين في بحر الحب!! الآن أين أنت لقد تأكدت من ذهابه بلا عودة وتتمنين عودته وكانت بلادة أصابت تفكيرك.. انتهت الحكاية. القصة ليس لها أجزاء أخري فنحن لسنا أمام مسلسل تركي لا ينتهي فليذهب النصاب إلي لا عودة.. أما أنت فلملمي أوراقك المعثرة وادفني ذكرياتك الأليمة. درس عسير حدث بالفعل ولابد وأن تتعلمي منه الكثير والكثير كفي عن الشكوي والتفكير في الماضي لا تسجني نفسك داخل ذكري مريرة لابد وأن تنسفيها بأقوي الأسلحة الفتاكة.. مصدومة الصدمة انتهت.. حائرة ذهبت أسباب الحيرة.. منكسرة لن ينقذك سوي نفسك.. تعلمي من الماضي القريب وعيشي الحاضر بقوة وتتطلعي إلي المستقبل بأمل كبير بالله ثم بارادتك تتجاوزين القصة الحزينة.