عزبة الكولحة الواقعة بالأباجية التابعة لحي الخليفة بالقاهرة تحاصرها المشكلات وتهدد المخاطر حياة أهلها الذين يعانون أمراض العشوائية فالمياه تنقطع باستمرار والمساكن عبارة عن عشش تحوطها صخور الجبل وتتساقط عليها من وقت لآخر وهو ما يعرض حياة ساكينها للخطر ناهيك عن القمامة التي تملأ الحواري وتزكم رائحتها الكريهة الأنوف. أما الكهرباء فهي ضيف عزيز لا تكاد تأتي حتي تنقطع بالساعات. ولأن تطوير العشوائيات علي رأس أولويات الحكومة الحالية فقد قام محافظ القاهرة بزيارة الأباجية القديمة القريبة من عزبة الكولحة.. لكن الأخيرة لم تنل حظاً من اهتمام المحافظ رغم احتياجها الشديد للتطوير وحاجة أهلها لحياة آدمية كريمة. "المساء" رصدت الواقع علي الطبيعة في السطور التالية: يقول سيد محمد: نعاني مشكلات جسيمة في حواري الجابخانات في العزبة فالمياه تنقطع باستمرار لفترات طويلة قد تصل إلي ثلاثة أيام ولا تأتي إلا ساعة واحدة فقط في اليوم فلا نتمكن من تخزين ما نحتاجه منها والقمامة تملأ الحواري والأمراض تصيبنا بسببها. أما حسن محمود فقد ناشد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة ان يهتم بتطوير عشوائيات عزبة الكولحة ويوفر مرافق الحياة لمواطنيها أو يوفر مساكن بديلة تصلح للحياة الآدمية لأننا نعيش في بيوت مبنية بالأخشاب يهددها سقوط صخور الجبل وتتخللها مياه الأمطار في الشتاء. توضح أم علي ان انقطاع الكهرباء يتكرر يومياً والقمامة تملأ الحواري ولا يأتي عمال نظافة تابعون للمحافظة لجمعها مما يضطرنا للتعامل مع عمال من شركات خاصة ودفع مبالغ كبيرة لهم ويتولي شباب العزبة إزالة القمامة من الحواري تطوعاً. أما إبراهيم صلاح فيقول: لم أعد احتمل الحياة في العزبة فالمياه منقطعة بشكل دائم وجدران البيوت متشققة ولم يستمع المسئولون إلي شكاوانا وما نتعرض له من مخاطر. تصرخ أم أحمد قائلة: لم أستطع تشغيل الفرن الذي يمثل مصدر عيشي الوحيد حيث يحتاج العمال للمياه ليقوموا بعجين الدقيق ولم يجدوها لأنها مقطوعة دائماً واضطر لقطع مسافات طويلة للوصول لأماكن بها مياه فأقوم بملء البراميل التي لا تكفي حوائجنا اليومية. يطالب عبدالخير محمد المسئولين ان يقوموا بفتح الجمعية التعاونية بمساكن الأباجية والتي تم إغلاقها منذ عشر سنوات لأن المعاش قليل والأسعار مرتفعة وهذه الجمعية كانت توفر لنا الخضار والفاكهه واللحوم المجمدة بأسعار رخيصة. نعمت أحمد: أعيش أنا وأسرتي في حجرة واحدة مما يجبرني علي النوم علي الأرض وأنا أعاني أمراضاً في القلب وأتمني ان أجد بيتاً يصلح للحياة الآدمية بدلاً من هذه العشش المسكونة بالأوبئة والمخاطر. مني عبدالمنعم: أشعر بالخوف لأن الثعابين والعقارب تدخل بيوتنا من وقت لآخر بحثاً عن الدفء والطعام فتلدغ الأطفال والكبار إضافة إلي الأسقف المبنية من الأخشاب لا تحمينا من مياه الأمطار في الشتاء وكان المسئولون وعدونا قبل ثورة 25 يناير بمساكن بديلة لكنهم لم يفوا بما وعدوا.