.. رغم أنني امتلك بطاقة انتخاب صادرة لي منذ كان عمري 18 عاماً.. إلاپأنني لم أذهب أبداً للادلاء بصوتي.. لا لشيء إلا لأننا لم نكن علي اقتناع بما يجري سواء في الاستفتاءات التي كانت تجري وتأتي نتائجها بنسب 99.99% أو في الانتخابات البرلمانية التي كانت نتائجها تعد مسبقاً.. سواء في ظل الاتحاد القومي أو الاتحاد الاشتراكي أو في ظل الحزب الوطني.. فقد كانت جميع النتائج تأخذ طابع التزوير.. ولايفوز بالمقعد إلا من تريده الحكومة لم أكن وحدي الذي لا يذهب للادلاء بصوته ولكن كان الكثيرون يفضلون الفرجة ويتركون صناديق الانتخاب لكي يملؤها غيرهم.. كان هذا هو الواقع علي مدي السنوات السابقة. وبصفة خاصة عم التزوير خلال الانتخابات والاستفتاءات التي تمت في الثلاثين سنة الماضية.. ولكن اليوم حدثت معجزة فجرها شباب ثورة 25 يناير.. وهي ليست مجرد تنفيذ المطالب التي تمناها الشعب.. ولكن المعجزة هذا التحول التاريخي لدي الناس فقد حدث أن الناس شعروا بالمسئولية تجاه الوطن.. شعروا بحب لا حدود له لمصر وخوف شديد من حدوث أي عبث باستقرارها.. أصبح الناس يتكلمون ويناقشون وينتقدون كل ما يجري.. ورغبة حقيقية في الذهاب إلي صناديق الاقتراع لكي يدلوا بأصواتهم والواضح أنه حدث تحول من السلبية إلي الايجابية ولم يعد أحد يردد العبارة الشهيرة "وأنا مالي دي بلادهم وليست بلادنا".. والواضح أيضاً أن الناس لم يعد لديهم شعور بالغربة كما كان في الماضي ولم يعد لديهم خوف إذا تحدثوا أو أبدوا رأياً.. أو نقدوا أمراً.. اليوم يجني الناس ثمار ثورة 25 يناير حيث يذهبوا في شجاعة إلي صناديق الاقتراع ليقولوا رأيهم مهما كان هذا الرأي.. فالوطن ملك للجميع.. والايجابية يجب أن تكون السمة الغالبة في كل تصرفاتنا.. وليدرك كل مواطن أن ذهابه إلي لجان الانتخابات للأدلاء بصوته في الاستفتاء هو واجب وطني.. وأنا شخصياً سأذهب وأسرتي لأول مرة في حياتنا للأدلاء بأصواتنا. ** الحقيقة في سرقة زهرة الخشخاش ** الشعب يبحث عن حقيقة ما يقال سواء في المحطات الفضائية أو في الصحف والناس من حقها أن تضرب كفاً علي كف وتصاب بحالة من الذعر مما يقال عن السرقات والاختلاسات التي تصل إلي المليارات ففي قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش فجر الدفاع قنبلة من العيار الثقيل بأن هناك أيادي خفية سرقت اللوحة وقدمتها هدية لسوزان مبارك. هل يمكن أن يكون هذا الاتهام صحيحاً إذا كان صحيحاً فإنها كارثة بكل المقاييس إذ كيف تسرق قرينة رئيس الجمهورية لوحة من متحف أو تقبل أن تهدي لها. كيف حدث هذا خصوصاً أن الدنيا قامت أيامها والاتهامات طالت عدداً من المسئولين والأحكام الجنائية صدرت ضدهم..!! إذا كان الدفاع يريد تبرئة المتهمين بهذا الادعاء فهذه مصيبة لأن مثل هذا الاتهام لابد أن يكون معه مستند أو دليل أما إذا كان الادعاء صحيحاً فإنها كارثة الكوارث. ولهذا وجب التحقيق الفوري.. الحقيقة أن هناك اتهامات كثيرة بعضها مؤكد والبعض الآخر في حاجة إلي تحقيق..