في الخامس والعشرين من يناير كل عام نحتفل بحماة الوطن والساهرين علي أمنه واستقراره.. لكن العيد هذا العام ليس ككل الأعياد السابقة فقد كان هناك حدث أثار استياء كل أبناء أرض الكنانة وأدمي قلوبهم لأنه استهدف كل مصري وليس فردا بعينه. وتمثل هذا الحدث في جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية. وكانت بمناسبة طعنة غائرة في صدور الجميع. ملابسات هذا الجرح الأليم عكرت صفو وبهجة الاحتفال بهؤلاء الرجال الساهرين علي أمننا واستقرارنا ومنذ وقوع هذه الجريمة لم تغمض أعينهم بحثا وتدقيقا لكل المعلومات وجمعا لكل الخيوط التي تزيح الستار عن مرتكبي الجريمة الشنعاء! ورغم ان طعم هذا العيد ليس ككل الأعياد السابقة إلا أن إذاعة معلومات عن مرتكبي هذه الجريمة شفي الصدور مما ألم بها من أحزان وسوف يتضاعف هذا الشفاء عندما تكتمل المعلومات عن الأيادي القذرة التي خططت ودبرت لهذا العمل الاثم للنيل من استقرارنا ووحدتنا العريقة علي مدي التاريخ. وحينئذ سوف تتدمر قوي الغدر وليتأكد الجميع ان وحدة هذا الشعب لن ينال منها أي تآمر أو أحداث يدبر لها بليل. هؤلاء الرجال منذ وقوع هذه الجريمة وعملهم دائم السهر بلا انقطاع كل الاحتمالات مطروحة للبحث والتحريات ورغم كل الظروف والملابسات التي اكتنفت الجريمة البشعة إلا أنهم كانوا يسيرون خلف كل خيط ولو ضئيل جدا. العمل في هذا المجال معاناة وبلادنا مفتوحة والخطوط متشابكة. المهمة ليست صعبة فحسب لكنها في غاية الصعوبة. لا حساب للوقت ومن عاصر هؤلاء الرجال يدرك أنهم يهجرون بيوتهم وأولادهم عند وقوع أي حادث ولو بسيط ولا يهدأ لهم بال إلا بعد كشف كل الخيوط وتقديم المتهم للعدالة وقد عاصرت هؤلاء الرجال علي مدي أكثر من "25 عاما" ولمست عن قرب مدي المعاناة وتلك المتاعب التي يتعرضون لها. وربما يفقد الواحد منهم حياته خلال الرحلة المضنية وراء كل مجرم أو مجرمين دبروا لعملهم الاثم باساليب تحتاج الي جهود مكثفة لكشف كل غموض يحيط بها والحمد لله فقد جاء الإعلان عن تلك الحقائق ليتأكد الجميع ان العيون الساهرة لا تعرف الراحة الا بعد ازاحة الستار عن الوقائع بكل تفاصيلها. تحية لهؤلاء الرجال في يوم عيدهم وعفوا اذا جاءت متأخرة فقد استغرقتني هموم الحادث الأليم.