لست وحدي الذي يضع يديه علي قلبه اليوم خوفا من فوضي جديدة يكون بطلها التراس أهلاوي إذا ما لم يعجبهم الحكم الذي ستصدره المحكمة في قضية مجزرة بورسعيد التي سقط بسببها 74 ضحية من شباب الالتراس.. البلد "مش ناقصة" عدم استقرار و"هيجان" و"وقف حال" وتدهور اقتصاد وأزمات حياتية نعيشها كلنا بمن فينا الالتراس انفسهم وأزمات ننتظرها بعدما تقتصر وتختصر الحكومة حياتنا علي "كوبونات" للبنزين والسولار ورغيف العيش.. ولا نريد أزمات جديدة أكثر مما نحن فيه.. فهناك من يريدها أكثر اشتعالا وعلي رأسهم أولئك الذين كانوا سببا فيما حدث في اليوم المشئوم إياه الذي شق الصف بين الجماهير التي تعشق الكرة بجنون واصطاد في ماء التعصب العكر وفعل جريمته الشنعاء التي لم تشهد ملاعب الكرة في العالم مثيلا لها فالتصقت هذه الجريمة باهالي بورسعيد لانها جرت علي أرضهم أرض الكفاح والنضال علي مر التاريخ. الرياضيون وغير الرياضيين يرفعون اياديهم الي السماء تضرعا لله حتي يمر هذا اليوم علي خير.. ليس من أجل عودة النشاط الرياضي الذي توقف منذ عام ولكن من أجل مصر التي تتلقي ضربات موجعة في اليوم أكثر من مرة. نحن مع التراس الأهلاوي في مطالبهم بالقصاص لضحاياهم.. لكننا لسنا معهم في تهديداتهم ب "الفوضي" التي رفعوا شعارا لها و"عملوا" الاربعاء الماضي بروفة لما يمكن أن يفعلوه بتظاهرهم حول البورصة وعلي قضبان مترو الانفاق وقطعهم للطريق علي كوبري اكتوبر ومحاولات اقتحام مجمع التحرير.. ولسنا مع التراس المصري فيما فعلوه باقتحام الميناء السياحي ببورسعيد واطلاق الصواريخ والشماريخ علي المجري الملاحي لقناة السويس.. لكننا ايضا معهم في مطالبهم بالقصاص العادل الذي ننادي به والذي هو بيد المحكمة ونحن علي ثقة كاملة في كلمتها العادلة بعدما استوفت الأدلة والبراهين لديها. هذه التجاوزات الخطيرة والخروج عن المألوف لن تكون اسلوب ضغط علي المحكة من الجانبين لأنها تنظر الي القضية بعيون مختلفة عيون العدل اساس الملك الذي شرعه وأمر به في كتابه الكريم وعلينا أن نرضي بالحكم الذي سيصدر اليوم لانه في النهاية عنوان الحقيقة وأن كان هذا الحكم لن يكون الكلمة الأخيرة في القضية لأن هناك طعونا وأمورا أخري.. وقد يؤجل النطق بالحكم بعدما أعلن النائب العام عن تقديم أدلة جديدة في القضية قد يدخل بسببها متهمون جدد ولا أعرف أين كانت هذه الأدلة قبل اقتراب اليوم الموعود هذا؟ ليتنا نتكاتف ونتوحد وننبذ التصعيد ونطفيء نار الفتنة التي ينفخ فيها هؤلاء الذين نطلق عليهم الطرف الثالث أو "اللهو الخفي" لان مصر تحتاج منا أن نكون مصريين بالفعل وليس بالقول.