إذا كنت من عشاق الأفلام العربية القديمة فلن تتعجب وأنت تتابع تفاصيل قصة سقوط "ناهد" صاحبة أرقي شبكة لممارسة الرذيلة بالإسكندرية.. فهي ليست كأي امرأة.. بل رافضة لكل ما يدور حولها ولا تعترف بوضعها الاجتماعي والأغرب أنها أيضاً رافضة للزواج بالرغم من بلوغها الثامنة والأربعين ربيعاً لأنها لا تجد من يستحقها. ونعود لقصة سقوط "الدكتورة" التي أثارت ضجة بنشاطها في منطقة "لوران" أرقي مناطق الإسكندرية فهي زعيمة شبكة لممارسة الرذيلة وتقطن بشقة ثمنها يتعدي "المليون ونصف المليون جنيه" وسكان عقارها من الأثرياء صدموا برجال مباحث الآداب وهم يلقون القبض عليها وعلي اتباعها. معلومات نعود للبداية عندما وردت معلومات للواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية عن انتشار شهرة "الدكتورة" في استقطاب رجال الأعمال والشباب المغترب من الأثرياء لتوفير ماهو مطلوب سواء من فتيات عذاري أو نساء صاحبات خبرة في العمل بمجال ممارسة الأعمال المنافية للآداب أو صغيرات السن وكل شيء وله ثمنه ولعل الأغرب أيضاً في أن "الدكتورة" تقوم باجراء دراسة حالة لكل رجل يرغب في الانضمام إلي مملكتها الخاصة لتعلم سنه ودخله ومستوي تعليمه ومايفضله من رغبات جنسية والوقت الذي يستغرقه في المتعة وأنواع الطعام والشراب الذي يفضله وكأنه مقدم علي زيجة وليس وقتاً للمتعة المؤقتة.. كان مبدأها واضحاً بأن الزبون دائماً علي حق وبالتالي لابد من اتاحة جميع فرص الراحة له بل ومتابعته باستمرار للتهنئة بالمناسبات واستمرار الوصل الاجتماعي وفي حالة قدومه في أي وقت سيكون طلبه متاحاً لأن "ملفه" دائماً مايكون متوافراً لديها. مصاريف مرحلة التحري حول المعلومات كانت بمثابة قنبلة المفاجآت لفريق البحث الجنائي برئاسة العميد شكري عوف رئيس مباحث الآداب ومعه كل من العقيد شريف التلاوني والمقدم محمد سليم حيث تبين لهم أن "الدكتورة" من أسرة ثرية ومع وفاة والدها انحدر بها الحال ومع وجود "أم مريضة" تحتاج إلي مصاريف للعلاج ازداد الوضع سوءاً فاتجهت إلي عالم الشيطان لتوفير مصاريف علاج والدتها واحتياجاتها الخاصة. المذهل أن "المتهمة" لا دكتورة ولا يحزنون بل هي "مدرسة" بالتربية والتعليم وتعمل باحدي الإدارات التعليمية وكانت أمنية حياتها أن تكون "طبيبة" ولكن امكانياتها التعليمية حالت دون ذلك.. فظلت لبضع سنوات تعمل في مجالها التعليمي وتعاني من حالة التأفف لما حولها فهي أنيقة وجميلة ولا يناسبها جو العمل الخاص بالموظفين الغلابة ودائماً ما تسرح بعقلها في أيام العز والثراء رافضة الاعتراف بالوضع الحالي.. أو حتي عقد صداقات مع زملائها لتندمج فيما آلت إليه شئون حياتها.. ولأنها شخصية متمردة بطبعها قررت أن تعمل "كسمسارة" نساء. فتيات النادي في البداية كانت تلتقي بسيدات وفتيات بالنادي الذي تشترك به كأحد الذكريات المتبقية من والدها الراحل فتجد لديهم الميول الواضحة للانحراف أو بمحال الملابس والكوافير. فتخمرت لديها الفكرة.. فحرصت علي الاختفاء من أماكن تواجدها بالحياة العامة لتعود بعد فترة وهي تطلق علي نفسها لقب "الدكتورة".. وأحياناً تكون دكتورة أشعة أو تغذية أو تحاليل المهم ألا تضع نفسها في مأزق عندما يطلب أحد منها الكشف عليه. ثم بدأت تعرض علي الرجال ما لديها من نساء وتتقاضي هدايا ثم أموال وعندما بدأت السيولة المالية تزيد مع نجاح تجارتها سارعت بتقديم استقالتها من التربية والتعليم.. واشتركت في أرقي الأندية الاجتماعية باشتراكات مؤقتة تحولت مع السنين لعضوية دائمة.. وكانت تشتري أفخر الثياب المستعملة ولا أحد يعلم بالطبع ومع الثراء الفاحش الذي أصبحت فيه تغير الحال لتتعامل مع أرقي المحال وهي بالطبع تتيح لها معيشة معينة بمثابة حصن لها من أعين رجال الشرطة كما كانت تعتقد. تطلعاتها لا تقف عند حد فقد قامت بشراء كلبين من أفخر الأنواع لزوم البريستيج تتجول بهما باستمرار كطبيبة و"سيدة أعمال". شقة وسيارة مع مرور السنوات تغيرت الأحوال.. فالمدرسة التي كانت تتحدث عن الأيام الغابرة أصبحت الدكتورة "نانو" واشترت شقة فاخرة بمنطقة "لوران" يتعدي ثمنها المليون ونصف المليون جنيه وقامت بتأسيس الشقة بأفخر الأثاث والاضاءة واللوحات الفاخرة والتحف واستقلت سيارة "فاخرة" لزوم الاناقة كل هذا ليس من أرباح تجارة النساء فحسب ولكن من هدايا رجال الأعمال الذين يحرصون علي ارضائها لقدرتها علي تلبية احتياجاتهم واسعادهم بسرية كاملة. لعل مالفت نظر العميد "شكري عوف" رئيس مباحث الآداب هو صعوبة الوصول إلي الدكتورة "نانو" لدقتها وحرصها حتي أن مراقبتها استغرقت شهوراً عديدة.. فهي تتعرف علي الرجل أياً كانت مرحلته السنية صغيراً أو كبيراً وتلتقي به عدة مرات في الفنادق والشواطئ والأندية ويقدم الهدايا للحصول علي رضاها حتي تضمه إلي زبائنها وغالباً ماتكون الهدايا من الذهب والألماس بخلاف ماتقوم به من صفقات كوسيط تحصل منه علي عمولة تزيد من دخلها وبعد أن تنتهي من كشف الهيئة وتجمع المعلومات عن الزبون لتعرف كيف ستستفيد منه مستقبلاً تبدأ المرحلة الثانية باستضافته في شقتها وتعرض عليه من خلال جهاز الكمبيوتر الفتيات بأوضاع مختلفة ومراحلهم السنية وقدراتهم وأوزانهم وتكون قد أحضرت ما يفضله الرجل في المرأة من ملابس مثيرة وبرفانات واضاءة خافتة وموسيقي هادئة وجميع الوسائل الترفيهية الممكنة لتجعله يشعر أنه في بيته لتبدأ المرحلة الثالثة باستدعاء الفتاة التي يقع عليها الاختيار وتتركها مع الزبون ليتعارفا ويتحدثا حتي يحدث التوافق ثم الفعل.. الذي تتقاضي عنه "ألف جنيه" عن كل فتاة معتبرة أن اتعابها في احضار الفتاة والاشراف علي نظافتها وزينتها. أما الفتاة أو بائعة الهوي فيكون لها حساب خاص مع الزبون يدفعها علي قدر متعته معها ورضاه عن أدائها معه. سقوط عندما تجمعت كافة المعلومات أمام فريق العمل وعرضها علي مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية.. كلفهم بضبط "المتهمة" وعضوات شبكاتها متلبسين بممارسة الرذيلة.. وعندما جاءت ساعة الحسم وضبط عضوات الشبكة وزعيمتهم "الدكتورة الزائفة" قام رجال المباحث بمحاصرة مسكن "المتهمة" برجالهم السريين.. أيضاً قاموا بدخول العقار وتأمين عملية المداهمة.. وعندما قام أحد الضباط بطرق باب شقتها بالطابق التاسع.. فتحت له "الدكتورة" لتفاجأ بهجوم مباحث الآداب عليها فوقفت في ثبات تطلب اذن النيابة وما أن حصلت عليه صمتت تماماً خاصة وأنها تقطن بالدور "التاسع" ومع ظهور الشرطة بدأ جميع سكان العقار الهادئ باستطلاع الأمر فكانت الفضيحة بضبط كل من "نسرين" "28 سنة" في حالة تلبس مع "رجل أعمال".. و"نوال" طالبة جامعية و"ليبي الجنسية" في حالة تسامر مع المتهمة الرئيسية بصالة الشقة بالإضافة لتحريز كمية من المخدرات والمنشطات ومبلغ مالي كبير من حصيلة نشاطها وعدد من الملابس الداخلية.. ويتم تحرير محضر بالواقعة وعرض المتهمين علي النيابة للتحقيق.