وسط التخبط السياسي الدائر بين الأحزاب المختلفة والمظاهرات التي يحشد لها البعض أمام المحاكم وفي ميدان التحرير أو الاتحادية نسينا القضايا التي تهم المواطنين وخاصة الخدمات الصحية أو التعليمية أو الأمنية والاقتصادية والخدمات الأخري التي هي صلب حياة المواطن المصري. ما نلمسه الآن علي أرض الواقع لا يعبر عن نبض المواطن ولا يحقق طموحاته التي كنا نأمل أن يتم ترجمتها علي الطبيعة بعد ثورة 25 يناير لكن وجدنا زيادة في معدل البطالة وتدهورا في العملية التعليمية ونقصا كبيرا في الخدمات الصحية بل انعدامها في مختلف المستشفيات وخاصة القروية. هكذا تسير الأمور في بلدنا ولم نجد أي لمسات واضحة للوزراء الحاليين أو إبداعات أو أفكار جديدة بل يسيرون علي وتيرة من سيقودهم من الوزراء السابقين بل تعثرت الخدمات العامة وأصبحت مستحيلة المنال لكن هل بعد هذا كله وانتهاء الاستفتاء علي الدستور بنعم أن نعيد حساباتنا من جديد في الحكومة الحالية وننبذ الخلافات والصراعات الدائرة بين مختلفة الأحزاب والتوجهات السياسية ونحاول أن ندير عجلة الإنتاج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدورات الشعب. هل نستطيع أن نغلق ملف الخلافات وندعو الجميع إلي حوار وطني هدفه خدمة المواطن المصري والنهوض بمستوي معيشة الفرد وتوطيد العلاقات مع الدول الشقيقة وفتح آفاق جديدة للعمالة المصرية في هذه الدول وحفظ حقوق هذه العمالة واحترام آدميتها. هل نستطيع أن نوقف التظاهرات والاعتصامات وتشكل حكومة جديدة لإدارة البلاد بعد أزمة الدستور وننقذ بلدنا من شبح الإفلاس الذي يهدد كل القطاعات والمؤسسات هل تتوقف عمليات تقديم الاستقالات للقيادات البارزة ونعطي كل ذي حق حقه أم يظل الضغط النفسي هو السائد في كل القطاعات ونهدر قيمة واحترام الكفاءات التي تعمل من أجل خدمة الوطن. هل نستطيع أن نشطب من قاموسنا كلمة "فلول" ولا نفرق بين مواطن وآخر أو بين قيادة وأخري في أي وزارة أو مؤسسة أو محافظة أم أن الحال سوف يظل علي ما هو عليه حتي ينهار بلدنا. في الحقيقة إن كلمة فلول لم يعد لها وجود في الوقت الحالي ولابد أن نعطي الثقة للجميع ونفتح قلوبنا للكبير والصغير ونقدر الكفاءات مهما كان انتماؤها فنحن أبناء بلد واحد نشعر بهموم بعضنا ولا نتأخر في خدمة بعضنا البعض ولم يعد أمامنا سوي التسامح وإعطاء الفرصة للجميع حتي يبدع ويفكر من أجل خدمة الوطن والرقي بأبناء الشعب المغلوب علي أمره وعلينا أن نختار وزراء ومحافظين جددا مؤهلين للخدمات الجماهيرية يحددون الداء ويصفون الدواء المطلوب في كل وزارة وقطاع ويستغلون مواهبهم وعلاقاتهم الشخصية في خدمة الوطن لأن المواطن المصري ينتظر حدوث طفرة كبيرة في الخدمات الصحية التي تدهورت خلال الفترة الماضية بالإضافة إلي تطوير المراحل التعليمية وإعادة الروح إلي المعلم والتربية والتهذيب للطالب وكذلك الخدمات والمرافق العامة لسكان القري والنجوع فهل نستفيد من الماضي أم ندور في نفس الفلك الذي عانينا منه الكثير.