رغم سخونتها وارتفاع حدة نبرة برامجها خاصة برامج التوك شو ترنحت القنوات التليفزيونية الإخبارية والعامة التي تهتم بالنقل المباشر والتعليق علي الأحداث واستضافة السياسيين والقانونيين وغيرهم وتراجعت هذه القنوات في نسبة المشاهدة معترفة بأن قنوات الترفيه قد صعدت واحتلت مراكز متقدمة في الفترة الماضية وقد فسر الخبراء هذا التحول بأن المشاهدين خاصة في مصر يشعرون بالملل من خلافات النخبة المتناحرة وأصبحوا لا يفهمون من علي الحق ومن علي الباطل وفضلوا أن يريحوا رؤوسهم من كل ذلك فاتجهوا إلي قنوات الترفيه. فقد صعدت إلي القمة قنوات مثل المولد والتت وأفراح وغيرها من القنوات التي تقدم الأغاني الشعبية والرقص الشرقي بالإضافة إلي القنوات التي تقدم أفلاماً سينمائية جديدة مثل السبكي وتوك توك والبيت بيتك وكايرو سينما والمشاهدة تكون أكثر للأفلام الكوميدية. حظيت أيضاً المحطات التليفزيونية الدينية بمشاهدة أعلي والتفاف حولها ومنها قنوات الناس والحافظ في المقدمة وتلتها قنوات دينية عديدة أصبح لها جمهورها الذين يفضلون نوعاً من السكينة واللجوء إلي الله والدين في هذه الحالات والمواقف التي تكثر فيها الفتن والمنازعات والخلافات علي المحطات المتصارعة والقنوات التي تدخل في الصراع السياسي بهدف وبدون هدف. تصاعد أيضاً رصيد القنوات المخصصة لعرض الدراما التليفزيونية وعلت أسهمها في الأسابيع الماضية حيث يفضل الجمهور إلهاء نفسه في متابعة حلقات مسلسلات عربية وتركية مدبلجة ومتابعة أحداثها التي تختلف بالطبع عن أحداث ميدان التحرير والاتحادية ومصر الجديدة والمقطم. المحللون يرون أن التراجع عن مشاهدة القنوات الإخبارية وقنوات البث المباشر للأحداث الملتهبة طوال الأسابيع الماضية والقنوات التي تقدم برامج توك شو سياحية يعود إلي حالة الملل وعدم الرغبة في الانسياق وراء الانقسام خاصة أن الشعب المصري والطبقات الشعبية والريفية لا تهتم بهذا الكلام وهذا الصراع وتعرف في النهاية أن مصلحتها في الاستقرار ولا تضيع وقتها وترهق نفسها بكلام مثقفين وسياسيين. لكن بعض المحطات حققت نسبة مشاهدة جيدة في أوقات معينة مثل قناة إم بي سي مصر في أيام الجمعة وعلي برنامج المسابقات الغنائية زافويس أو أحلي صوت الذي يتسابق فيه أصوات جريدة مع المدريين من نجوم الغناء كاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي حلاني وشرين عبدالوهاب.