بدأت حملة جمع توقيعات للطعن على قرار التنازل عن الجزيرتين كثفت أحزاب منها "التحالف الشعبى والدستور والكرامة والتيار الشعبى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى وحزب العيش والحرية والاشتراكى المصري"، ودار الخدمات النقابية، من احتجاجها على قرار الحكومة، بالتنازل عن جزيرتى "تيران" و"صنافير" للملكة العربية السعودية. وبدأت هذه الأحزاب فى جمع توكيلات، للطعن قانونيًا على قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بشأن تسليم جزيرتى "تيران" و"صنافير" إلى السعودية. وأكدت أن حملة رفض تسليم الجزيرتين، تركز على إسقاط الاتفاقات وليس إسقاط الدولة، ولن تضم بين أطرافها أى توجه يمهد الطريق لدولة طائفية، أو يمهد للفوضى أو التفجير مع تمسكهم بالمسار الديمقراطى السلمى. وأعلنت الأحزاب، خلال اجتماع موسع للقوى الوطنية بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، مساء أمس، تشكيل لجان شعبية فى الأحياء والقرى، لجمع توقيعات رفض التنازل عن "تيران" و"صنافير"، وتشكيل وفود شعبية للذهاب لمجلس النواب للضغط عليهم من أجل رفض الاتفاقية، ومحاسبة الحكومة. وأصدرت الأحزاب بيانًا بعد انتهاء الاجتماع، وقعت عليه عدد من الشخصيات المدنية، على رأسهم حمدين صباحي، هالة شكر الله، وجورج إسحق، وكمال خليل القيادى العمالي، وشادى الغزالى حرب، ومدحت الزاهد، وإلهامى الميرغني، وزهدى الشامي، والسفير معصوم مرزوق، وتامر جمعة، وطارق نجيدة، وحسام مؤنس، تضمن الاتفاق على توجه وفود من مختلف الأحياء بالمحافظات فى 25 أبريل المقبل، لتقديم عرائض رفض الشعب للتنازل عن الجزيرتين، وتقديمها لمجلس النواب، كما أكدت حرصها العلاقات التى تربط الشعبين المصرى والسعودي. وعلّق حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، على قرار تبعية جزيرتى صنافير وتيران، للمملكة العربية السعودية، قائلًا: "هنا مربط الفرس، لاحظ فرق المسافة على الخريطة بين البحر الميت والبحر المتوسط وهى أقصر منها بينه وخليج العقبة وأبعد عن حدود مصر وفلسطين". وأضاف صباحي، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" اليوم الأحد، "أن هذا هو المسار المرجح لقناة البحار وهى مشروع صهيونى قديم إذا تحقق فقدت قناة السويس أهميتها الاستراتيجية وفقدنا عائدها وأثرها الاستراتيجي، لكن قناة البحار الصهيونية لا قيمة لها مهما أنفقوا من مليارات مادام الوصول إليها مستحيل إلا عبر ممر واحد فقط هو مضيق تيران، وهو ممر ملاحى مصرى تمامًا لأنه يقع داخل إقليم الدولة المصرية بين سيناء المصرية وتيران المصرية رغم ما ذكرته نصوص كامب ديفيد من وصفه بالممر الدولى لأن عبوره يبقى مشروطًا بالعبور الآمن البريء". وتساءل صباحي: "هل ينفق الصهاينة 11 مليار دولار لوصل خليج العقبة بالبحر الميت، ثم ينفقون أضعافها لتوصيل الميت بالأبيض المتوسط بينما مصر تمسك بهذا المشروع الصهيونى من رقبته عبر تحكمها فى مضيق تيران الذى يقع داخل أراضيها وتحت سيادتها؟". مضيفًا: "بالطبع لا، لأن مصر هى مصر مهما تكالب عليها أعداء أقوياء وحكام ضعاف وكبلوها باتفاقيات مهينة مثل كامب ديفيد، لهذا لن تأمن لنا (إسرائيل ) أبدًا". وأضاف مؤسس التيار الشعبي، "أنه بالقطع لن يكون تشغيل قناة البحار الصهيونية وضرب قناة السويس المصرية وتحويلها إلى حمام سباحة ونزع أهميتها استراتيجيًا وتضييع عائدها وهو خسارة فادحة لاقتصاد مصر وضربة موجعة لأمنها القومى لن يكون هذا كله آمنا ولا بريئًا مما يعطى مصر الحق فى منع المرور من مضيق تيران حماية لمصالحها ودفاعًا عن حقها وأمنها". وتابع قائلاً: "من هنا كان الهدف الصهيونى هو نزع مضيق تيران من يد مصر، فك اليد المصرية عن رقبة قناة البحار الصهيونية، الصراع إذن على تيران ليس مجرد صراع على قطعة أرض وهذا وحده كاف لخوضه صيانة لاستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، لكنه أيضًا صراع على ماء الوطن وسيادتنا على مياهنا الإقليمية وهذا أخطر وأشد وبالاً على أمننا واقتصادنا ومصالحنا الحيوية ودورنا الإقليمى ووزننا الدولي، إذا مرت هذه الاتفاقية المهينة لترسيم الحدود البحرية فنحن لا نفرط فقط فى الأرض والكرامة والأمن بل نفرط فى المصالح الاقتصادية، نفرط فى قناة السويس، وما أدراك ما قناة السويس". وحذر صباحى المواطنين قائلاً:"ننبه إخوتنا فى الوطن الذين يوافقون السلطة لأنهم مازالوا يثقون فيها أن الصراع الآن ليس على سلطة أو حكم أو نفوذ بين المصريين وهو أيضًا ليس صراعًا مع إخوتنا شعب السعودية الشقيق بل هو صراع بين مصر كلها وبين العدو الصهيوني، أنه صراع بين قناة السويس المصرية وقناة البحار الصهيونية، هذا المنطقة الجيوسياسية فى قلب العالم لا تتسع لمشروعين ولا تتسع لقناتين".